قال فما بال القرون الأولى
قال فما بال القرون الأولى لما شاهر اللعين ما نظمه عليه الصلاة والسلام في سلك الاستدلال من البرهان النير على الطراز الرائع ، خاف أن يظهر للناس حقيقة مقالاته عليه الصلاة والسلام وبطلان خرافات نفسه ظهورا بينا ، فأراد أن يصرفه عليه الصلاة والسلام عن سننه إلى ما يعنيه من الأمور التي لا تعلق لها بالرسالة من الحكايات ، ويشغله عما هو بصدده ، عسى يظهر فيه نوع غفلة فيتسلق بذلك إلى أن يدعي بين يدي قومه نوع معرفة . فقال : ما حال القرون الماضية والأمم الخالية ، وماذا جرى عليهم من الحوادث المفصلة ؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام بأن العلم بأحوالهم مفصلة مما لا ملابسة له بمنصب الرسالة ، وإنما علمها عند الله عز وجل . وأما ما قيل من أنه سأله عن حال من خلا من القرون ، وعن شقاء من شقي منهم ، وسعادة من سعد ، فيأباه .