ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا
ثم لننزعن من كل شيعة أي: من كل أمة شاعت دينا من الأديان. أيهم أشد على الرحمن عتيا أي: من كان منهم أعصى وأعتى، فنطرحهم فيها، وفي ذكر الأشد تنبيه على أنه تعالى يعفو عن بعض من أهل العصيان، وعلى تقدير تفسير الإنسان بالكفرة، فالمعنى : إنا نميز من كل طائفة منهم أعصاهم فأعصاهم، وأعتاهم فأعتاهم فنطرحهم في النار على الترتيب، أو ندخل كلا منهم طبقتها اللائقة به. و "أيهم" مبني على الضم عند ; لأن حقه أن يبنى كسائر الموصولات، لكنه أعرب حملا على كل وبعض للزوم الإضافة. وإذا حذف صدر صلته زاد نقصه، فعاد إلى حقه، ومنصوب المحل بننزعن، ولذلك قرئ: منصوبا ، ومرفوع عند غيره بالابتداء [ ص: 276 ] على أنه استفهامي وخبره أشد، والجملة محكية، والتقدير: لننزعن من كل شيعة الذين يقال لهم "أيهم أشد"، أو معلق عنها لننزعن لتضمنه معنى التمييز اللازم للعلم، أو مستأنفة. والفعل واقع على كل شيعة على زيادة من، أو على معنى لننزعن بعض كل شيعة، كقوله تعالى: سيبويه ووهبنا لهم من رحمتنا و "على" للبيان فيتعلق بمحذوف كأن سائلا قال: على من عتوا؟ فقيل: على الرحمن. أو متعلق بأفعل، وكذا الباء في قوله تعالى: