وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
وروي أنه لما نزلت الآية الكريمة قال صلى الله عليه وسلم : " كيف يا رب والغضب متحقق " ; فنزل قوله تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ النزغ ، والنسع ، والنخس : الغرز ، شبهت وسوسته للناس وإغراؤه لهم على المعاصي بغرز السائق لما يسوقه ، وإسناده إلى النزغ من قبيل جد جده ; أي : وإما يحملنك من جهته وسوسة ما ، على خلاف ما أمرت به من اعتراء غضب أو نحوه .
فاستعذ بالله فالتجئ إليه تعالى من شره .
إنه سميع يسمع استعاذتك به قولا .
عليم يعلم تضرعك إليه قلبا في ضمن القول ، أو بدونه فيعصمك من شره ، وقد جوز أن يراد بنزغ الشيطان : اعتراء الغضب على نهج الاستعارة ، كما في قول رضي الله عنه : إن لي شيطانا يعتريني ; ففيه زيادة تنفير عنه ، وفرط تحذير عن العمل بموجبه . الصديق
وفي الأمر بالاستعاذة بالله تعالى تهويل لأمره ، وتنبيه على أنه من الغوائل الصعبة التي لا يتخلص من مضرتها ، إلا بالالتجاء إلى حرم عصمته عز وجل . وقيل : يعلم ما فيه صلاح أمرك فيحملك عليه ، أو سميع بأقوال من آذاك عليم بأفعاله ، فيجازيه عليها .