لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم
ريبة : شكا في الدين ونفاقا، وكان القوم منافقين; وإنما حملهم على بناء ذلك المسجد كفرهم ونفاقهم; كما قال عز وجل: ضرارا وكفرا فلما هدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ازدادوا -لما غاظهم من ذلك وعظم عليهم- تصميما على النفاق ومقتا للإسلام، فمعنى قوله: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم : لا يزال هدمه سبب شك، ونفاق زائد على شكهم، ونفاقهم لا يزول وسمه عن قلوبهم ولا يضمحل أثره، إلا أن تقطع قلوبهم : قطعا وتفرق أجزاء، فحينئذ يسلون عنه، وأما ما دامت سالمة مجتمعة فالريبة باقية فيها متمكنة، فيجوز أن يكون ذكر التقطيع; تصويرا لحال زوال الريبة عنها، ويجوز [ ص: 96 ] أن يراد حقيقة تقطيعها وما هو كائن منه بقتلهم أو في القبور أو في النار.
وقرئ: "يقطع" بالياء، و "تقطع" بالتخفيف . و "تقطع" بفتح التاء، بمعنى: تتقطع . وتقطع قلوبهم، على أن الخطاب للرسول أي: إلا أن تقطع أنت قلوبهم بقتلهم، وقرأ "إلى أن"، وفي قراءة الحسن: عبد الله : "ولو قطعت قلوبهم" . وعن : "ولو قطعت قلوبهم" على خطاب الرسول أو كل مخاطب. وقيل: معناه: إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم . طلحة