قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون
قرأ -رضي الله عنه-: "قل هل يصيبنا"، وقرأ ابن مسعود -رضي الله عنه-: "هل يصيبنا" بتشديد الياء، ووجهه أن يكون: "يفيعل" لا "يفعل"; لأنه من بنات الواو، كقولهم: الصواب، وصاب السهم يصوب، ومصاوب، في جمع مصيبة، فحق "يفعل"، منه: "يصوب"; ألا ترى إلى قولهم: صوب رأيه، إلا أن يكون من لغة من يقول: صاب السهم يصيب، ومن قوله: أسهمي الصائبات والصيب، واللام في قوله: طلحة إلا ما كتب الله لنا مفيدة معنى الاختصاص; كأنه قيل: لن يصيبنا إلا ما اختصنا الله به بإثباته وإيجابه من النصرة عليكم أو الشهادة ألا ترى إلى قوله: هو مولانا [ ص: 53 ] أي: الذي يتولانا ونتولاه; "ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم"، [محمد: 11]، وعلى الله فليتوكل المؤمنون : وحق المؤمنين ألا يتوكلوا على غير الله، فليفعلوا ما هو حقهم .