[ ص: 314 ] ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم
ولله المشرق والمغرب أي: بلاد المشرق والمغرب، والأرض كلها لله هو مالكها ومتوليها فأينما تولوا : ففي أي مكان فعلتم التولية، يعني تولية وجوهكم شطر القبلة، بدليل قوله تعالى: فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره [البقرة: 150] فثم وجه الله أي: جهته التي أمر بها ورضيها، والمعنى: أنكم إذا منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام وفي بيت المقدس، فقد جعلت لكم الأرض مسجدا، فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها، وافعلوا التولية فيها، فإن التولية ممكنة في كل مكان لا يختص [إسكانها] في مسجد دون مسجد، ولا في مكان دون مكان إن الله واسع الرحمة، يريد التوسعة على عباده والتيسير عليهم "عليم": بمصالحهم.
وعن : نزلت في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت، وعن ابن عمر : عميت القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة، فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذروا، وقيل: معناه: فأينما تولوا للدعاء والذكر ولم يرد الصلاة، وقرأ عطاء (فأينما تولوا) بفتح التاء من التولي يريد: فأينما توجهوا القبلة. الحسن: