ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون
[ ص: 445 ] "أن" في أن قد وجدنا : يحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة ، وأن تكون مفسرة كالتي سبقت آنفا ، وكذلك : أن لعنة الله على الظالمين ، وإنما قالوا لهم ذلك ، اغتباطا بحالهم ، وشماتة بأصحاب النار ، وزيادة في غمهم ; لتكون حكايته لطفا لمن سمعها ; وكذلك قول المؤذن بينهم : لعنة الله على الظالمين ، وهو ملك يأمره الله فينادي بينهم نداء يسمع أهل الجنة وأهل النار .
وقرئ : "أن لعنة الله" ، بالتشديد ، والنصب .
وقرأ "إن لعنة الله" ، بكسر "إن" على إرادة القول ، أو على إجراء " أذن " مجرى "قال" . الأعمش :
فإن قلت : هلا قيل : "ما وعدكم ربكم" ، كما قيل : "ما وعدنا ربنا؟" .
قلت : حذف ذلك تخفيفا لدلالة وعدنا عليه ، ولقائل أن يقول : أطلق ليتناول كل ما وعد الله من البعث ، والحساب ، والثواب ، والعقاب ، وسائر أحوال القيامة ; لأنهم كانوا مكذبين بذلك أجمع ، ولأن الموعود كله مما ساءهم ، وما نعيم أهل الجنة إلا عذاب لهم ; فأطلق لذلك .