[ ص: 219 ] وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير
أبناء الله : أشياع ابني الله عزير والمسيح ، كما قيل لأشياع "الخبيبيون" وكما كان يقول رهط أبي خبيب وهو عبد الله بن الزبير مسيلمة : نحن أنبياء الله ، ويقول أقرباء الملك وذووه وحشمه : نحن الملوك ، ولذلك قال مؤمن آل فرعون : لكم الملك اليوم فلم يعذبكم بذنوبكم فإن صح أنكم أبناء الله وأحباؤه فلم تذنبون وتعذبون بذنوبكم فتمسخون وتمسكم النار أياما معدودات على زعمكم ، ولو كنتم أبناء الله ، لكنتم من جنس الأب ، غير فاعلين للقبائح ولا مستوجبين للعقاب ، ولو كنتم أحباءه ، لما عصيتموه ولما عاقبكم بل أنتم بشر من جملة من خلق من البشر يغفر لمن يشاء وهم أهل الطاعة ويعذب من يشاء وهم العصاة .