وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين
قيل: إنما قال: يا بني إسرائيل" ولم يقل: يا قوم كما قال موسى ; لأنه لا نسب له فيهم فيكونوا قومه. والمعنى: أرسلت إليكم في حال تصديقي ما تقدمني من التوراة وفي حال تبشيري برسول يأتي من بعدي يعني: أن ديني التصديق بكتب الله وأنبيائه جميعا ممن تقدم وتأخر. وقرئ: "من بعدي"، بسكون الياء وفتحها، والخليل وسيبويه يختاران الفتح. وعن : أن الحواريين قالوا كعب لعيسى : يا روح الله، هل بعدنا من أمة؟ قال: نعم أمة أحمد حكماء علماء أبرار أتقياء، كأنهم من الفقه أنبياء، يرضون من الله باليسير من الرزق، ويرضى الله منهم باليسير من العمل. فإن قلت: بم انتصب مصدقا ومبشرا؟ أبما في الرسول من معنى الإرسال أم بإليكم؟ قلت: بل بمعنى الإرسال; لأن "إليكم" صلة للرسول، فلا يجوز أن تعمل شيئا لأن حروف الجر لا تعمل بأنفسها، ولكن بما فيها من معنى الفعل; فإذا وقعت صلات لم تتضمن معنى فعل، فمن أين تعمل؟ وقرئ: "هذا ساحر مبين".