وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون
كانوا يقولون : إن محمدا كاهن وما يتنزل عليه من جنس ما يتنزل به الشياطين على الكهنة ، فكذبوا بأن ذلك مما لا يتسهل للشياطين ولا يقدرون عليه ؛ لأنهم مرجومون بالشهب معزولون عن استماع كلام أهل السماء . وقرأ : "الشياطون " . ووجهه أنه رأى [ ص: 419 ] آخره كآخر الحسن يبرين وفلسطين ، فتخير بين أن يجري الإعراب على النون ، وبين أن يجريه على ما قبله ، فيقول : الشياطين والشياطون ، كما تخيرت العرب بين أن يقولوا . هذه يبرون ويبرين ، وفلسطون وفلسطين . وحقه أن تشتقه من الشيطوطة وهي الهلاك كما قيل له الباطل . وعن : غلط الشيخ في قراءته "الشياطون" ظن أنها النون التي على هجاءين ، فقال الفراء : إن جاز أن يحتج بقول النضر بن شميل العجاج ورؤبة ، فهلا جاز أن يحتج بقول وصاحبه -يريد : الحسن محمد بن السميقع -مع أنا نعلم أنهما لم يقرا به إلا وقد سمعا فيه .