قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين
الضر والضير والضور : واحد ، أرادوا : لا ضرر علينا في ذلك ، بل لنا فيه أعظم النفع لما يحصل لنا في الصبر عليه لوجه الله ، من تكفير الخطايا والثواب العظيم ، مع الأعواض الكثيرة . أو لا ضير علينا فيما تتوعدنا به من القتل أنه لا بد لنا من الانقلاب إلى ربنا بسبب من أسباب الموت . والقتل أهون أسبابه وأرجاها . أو لا ضير علينا في قتلك ، إنك إن قتلتنا انقلبنا إلى ربنا انقلاب من يطمع في مغفرته ويرجو رحمته ، لما رزقنا من السبق إلى الإيمان وخبر " لا" محذوف . والمعنى : لا ضير في ذلك ، أو علينا أن كنا معناه : لأن كنا ، وكانوا أول جماعة مؤمنين من أهل زمانهم ، أو من رعية فرعون ، أو من أهل المشهد . وقرئ : "إن كنا " ، بالكسر وهو من الشرط الذي يجيء به المدل بأمره ، المتحقق لصحته ، وهم كانوا متحققين أنهم أول المؤمنين . ونظيره قول العامل لمن يؤخر جعله : إن كنت عملت لك فوفني حقي ومنه قوله تعالى : إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي [الممتحنة : 1 ] مع علمه أنهم لم يخرجوا إلا لذلك .