وحتى هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام ، والكلام : الجملة الشرطية ، والعذاب : قتلهم يوم بدر ، أو الجوع حين دعا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف" فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد والأولاد ، الجؤار : الصراخ باستغاثة ؛ قال : [من الكامل ] "اللهم اشدد وطأتك على
جأر ساعات النيام لربه
أي : يقال لهم حينئذ : " لا تجأروا " ؛ فإن الجؤار غير نافع لكم ، منا لا تنصرون : لا تغاثون ولا تمنعون منا أو من جهتنا ، لا يلحقكم نصر ومغوثة ، قالوا : الضمير [ ص: 239 ] في " به " : للبيت العتيق أو للحرم ، كانوا يقولون : لا يظهر علينا أحد ؛ لأنا أهل الحرم ، والذي سوغ هذا الإضمار شهرتهم بالاستكبار بالبيت ، وأنه لم تكن لهم مفخرة إلا أنهم ولاته والقائمون به ، ويجوز أن يرجع إلى آياتي ، إلا أنه ذكر ؛ لأنها في معنى كتابي ، ومعنى استكبارهم بالقرآن : تكذيبهم به استكبارا ، ضمن مستكبرين معنى مكذبين ، فعدي تعديته ، أو يحدث لكم استماعه استكبارا وعتوا ، فأنتم مستكبرون بسببه ، أو تتعلق الباء بسامرا ، أي : تسمرون بذكر القرآن وبالطعن فيه ، وكانوا يجتمعون حول البيت بالليل يسمرون . وكانت عامة سمرهم ذكر القرآن وتسميته سحرا وشعرا وسب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو يتهجرون ، والسامر : نحو الحاضر في الإطلاق على الجمع ، وقرئ : "سمرا" و "سمارا " ، و"تهجرون وتهجرون " : من أهجر في منطقه إذا أفحش ، والهجر بالضم - : الفحش ، ومن هجر الذي هو مبالغة في هجر إذا هذي ، والهجر بالفتح - : الهذيان .