وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا
وقل لعبادي : وقل للمؤمنين، يقولوا : للمشركين الكلمة التي هي أحسن : وألين [ ص: 525 ] ولا يخاشنوهم، كقوله: وجادلهم بالتي هي أحسن، وفسر التي هي أحسن بقوله: ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم يعني: يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها، ولا يقولوا لهم: إنكم من أهل النار وإنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر، وقوله: إن الشيطان ينزغ بينهم : اعتراض، يعني: يلقي بينهم الفساد، ويغري بعضهم على بعض ليقع بينهم المشارة والمشاقة، وما أرسلناك عليهم وكيلا : أي: ربا موكولا إليك أمرهم تقسرهم على الإسلام وتجبرهم عليه، وإنما أرسلناك بشيرا ونذيرا فدارهم ومر أصحابك بالمداراة والاحتمال وترك المحاقة والمكاشفة، وذلك قبل نزول آية السيف، وقيل: نزلت في -رضي الله عنه-: شتمه رجل فأمره الله بالعفو، وقيل: أفرط إيذاء المشركين للمسلمين، فشكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزلت، وقيل: الكلمة التي هي أحسن: أن يقولوا يهديكم الله، يرحمكم الله، وقرأ عمر : "ينزغ" بالكسر وهما لغتان، نحو يعرشون ويعرشون. طلحة