ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
كفى بالله شهيدا : لما أظهر من الأدلة على رسالتي، ومن عنده علم الكتاب : والذي عنده علم القرآن، وما ألف عليه من النظم المعجز الفائت لقوى البشر، وقيل: ومن هو من علماء أهل الكتاب الذين أسلموا، لأنهم يشهدون بنعته في كتبهم، وقيل: هو الله -عز وعلا- والكتاب: اللوح المحفوظ، وعن لا والله، ما يعني إلا [ ص: 359 ] الله، والمعنى: كفي بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو، شهيدا بيني وبينكم، وتعضده قراءة من قرأ: "ومن عنده علم الكتاب" على "من" الجارة، أي: ومن لدنه علم الكتاب، لأن علم من علمه من فضله ولطفه، وقرئ: "ومن عنده علم الكتاب": على "من" الجارة، "وعلم" على البناء للمفعول، وقرئ: "وبمن عنده علم الكتاب". الحسن:
فإن قلت: بم ارتفع علم الكتاب ؟
قلت: في القراءة التي وقع فيها عده صلة يرتفع العلم بالمقدر في الظرف، فيكون فاعلا; لأن الظرف إذا وقع صلة أوغل في شبه الفعل لاعتماده على الموصول، فعمل عمل الفعل، كقولك: مررت بالذي في الدار أخوه، فأخوه فاعل، كما تقول: بالذي استقر في الدار أخوه، وفي القراءة التي لم يقع فيها عنده صلة يرتفع العلم بالابتداء.
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة، وبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله".