أخرج ابن جريج، ، من طريق وابن المنذر ، عن ابن جريج عكرمة أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن ضبابة، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية، فقبلها، ثم وثب [ ص: 593 ] على قاتل أخيه فقتله . قال وقال غيره : ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ديته على ابن جريج : بني النجار، ثم بعث مقيسا وبعث معه رجلا من بني فهر في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فاحتمل مقيس الفهري - وكان رجلا أيدا - فضرب به الأرض، ورضخ رأسه بين حجرين، ثم ألفي يتغنى :
قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع
فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «أظنه قد أحدث حدثا، أما والله لئن كان فعل لا أؤمنه في حل ولا حرم، ولا سلم ولا حرب» فقتل يوم الفتح . قال وفيه نزلت هذه الآية : ابن جريج : ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال : نزلت في مقيس بن ضبابة الكناني؛ وذلك أنه أسلم وأخوه هشام بن ضبابة، وكانا بالمدينة، فوجد مقيس أخاه هشاما ذات يوم قتيلا في الأنصار في بني النجار، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا منقريش من بني فهر ومعه مقيس إلى بني النجار، ومنازلهم يومئذ بقباء : «أن ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه إن علمتم ذلك، وإلا فادفعوا إليه الدية» . فلما جاءهم الرسول قالوا : السمع والطاعة لله وللرسول، والله ما نعلم له قاتلا، ولكن نؤدي إليه الدية . فدفعوا إلى مقيس مائة من الإبل دية أخيه، فلما انصرف مقيس والفهري راجعين من [ ص: 594 ] قباء إلى المدينة وبينهما ساعة، عمد مقيس إلى الفهري رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله وارتد عن الإسلام، وركب جملا منها وساق معه البقية، ولحق بمكة وهو يقول في شعر له :
قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع
وأدركت ثأري واضطجعت موسدا وكنت إلى الأوثان أول راجع
فنزلت فيه -بعد قتل النفس وأخذ الدية وارتد عن الإسلام ولحق بمكة كافرا- : ومن يقتل مؤمنا متعمدا .
وأخرج في "شعب الإيمان"، من طريق البيهقي ، عن الكلبي عن أبي صالح، ، مثله سواء . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير من طريق والطبراني قال : اختلف أهل سعيد بن جبير الكوفة في قتل المؤمن، فرحلت فيها إلى ، فسألته عنها، فقال : نزلت هذه الآية : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، [ ص: 595 ] وابن ماجه ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "ناسخه"، والنحاس من طريق والطبراني عن سالم بن أبي الجعد، ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قال : لقد نزلت في آخر ما نزل، ما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : أرأيت إن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى؟ قال : وأنى له بالتوبة! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ثكلته أمه؛ رجل قتل رجلا متعمدا يجيء يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره، وآخذا رأسه بيمينه أو بشماله، تشخب أوداجه دما في قبل العرش، يقول : يا رب سل عبدك فيم قتلني» . ، أن رجلا أتاه، فقال : أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا؟ قال :
وأخرج وحسنه، من طريق الترمذي عمرو بن دينار، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس فذكروا «يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة، ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دما، يقول : يا رب قتلني هذا . حتى يدنيه من العرش» قال : التوبة، فتلا هذه الآية : لابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال : ما نسخت هذه الآية ولا بدلت، وأنى له التوبة!
[ ص: 596 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، والبخاري ، عن وابن جرير قال : قال لي سعيد بن جبير سل عبد الرحمن بن أبزى : عن قوله : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم فقال : لم ينسخها شيء . وقال في هذه الآية : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية [الفرقان : 68] . قال : نزلت في أهل الشرك .
وأخرج ، عبد بن حميد ، والبخاري ، وابن جرير ، والحاكم ، عن وابن مردويه أن عبد الرحمن بن أبزى أمره أن يسأل سعيد بن جبير عن هاتين الآيتين؛ التي في "النساء" : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية . والتي في "الفرقان" : ومن يفعل ذلك يلق أثاما الآية . قال : فسألته فقال : إذا دخل الرجل في الإسلام، وعلم شرائعه وأمره، ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم لا توبة له، وأما التي في "الفرقان" : فإنها لما أنزلت قال المشركون من أهل مكة : فقد عدلنا بالله، وقتلنا النفس التي حرم الله بغير الحق، وأتينا الفواحش، فما نفعنا الإسلام؟ فنزلت : إلا من تاب الآية . فهي لأولئك .
[ ص: 597 ] وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : سمعت شهر بن حوشب يقول : نزلت هذه الآية : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم بعد قوله : إلا من تاب وآمن وعمل صالحا بسنة .
وأخرج عن ابن جرير قال : نزلت هذه الآية : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد التي في سورة "الفرقان" بثماني سنين، وهو قوله : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله : غفورا رحيما .
وأخرج ، ابن جرير ، والنحاس ، عن والطبراني قال : سألت سعيد بن جبير ابن عباس : قال : لا، فقرأت عليه الآية التي في "الفرقان" : هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر [الفرقان : 68] فقال : هذه الآية مكية نسختها آية مدنية : ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن جرير قال : نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر . يعني : زيد بن ثابت ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد : [ ص: 598 ] إن الله لا يغفر أن يشرك به [النساء : 48، 116] .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم قال : نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر؛ قوله : زيد بن ثابت ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد قوله : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى آخر الآية .
وأخرج أبو داود، ، وابن جرير ، والنحاس ، والطبراني وابن مردويه ، عن والبيهقي قال : نزلت الآية التي في سورة "النساء" بعد الآيات التي في سورة "الفرقان" بستة أشهر . زيد بن ثابت
وأخرج الطبراني، ، عن وابن مردويه قال : لما نزلت هذه الآية في "الفرقان" : زيد بن ثابت والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية . عجبنا للينها، فلبثنا سبعة أشهر، ثم نزلت التي في "النساء" : ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية .
وأخرج عن عبد الرزاق قال : بينهما ثماني سنين، التي في "النساء" بعد التي في "الفرقان" . الضحاك
[ ص: 599 ] وأخرج في "فوائده" عن سمويه قال : نزلت هذه الآية التي في "النساء" بعد قوله : زيد بن ثابت ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بأربعة أشهر .
وأخرج عن ابن جرير قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله؛ لأن الله يقول : ابن عباس فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : هما المبهمتان : الشرك والقتل . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير في قوله : ابن مسعود ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال : هي محكمة ولا تزداد إلا شدة .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وابن المنذر كردم، أن أبا هريرة، وابن عباس، سئلوا عن الرجل يقتل مؤمنا متعمدا فقالوا : هل يستطيع ألا تموت؟ هل يستطيع أن يبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء أو تحييه؟ وابن عمر
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، عن وابن المنذر سعيد بن مينا [ ص: 600 ] قال : كنت جالسا بجنب إذ أتاه رجل فسأله عن قاتل المؤمن : هل له من توبة؟ فقال : والذي لا إله إلا هو لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط . أبي هريرة
وأخرج من طريق ابن المنذر أبي رزين، عن قال : هي مبهمة، لا يعلم له توبة . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : ليس لمن قتل مؤمنا توبة؛ لم ينسخها شيء . الضحاك
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وابن المنذر سعيد بن مينا قال : كان بين صاحب لي وبين رجل من أهل السوق لحاء، فأخذ صاحبي كرسيا فضرب به رأس الرجل فقتله، وندم، وقال : إني سأخرج من مالي، ثم أنطلق فأجعل نفسي حبيسا في سبيل الله . قلت : انطلق بنا إلى نسأله : هل لك من توبة؟ فانطلقنا حتى دخلنا عليه، فقصصت عليه القصة على ما كانت، قلت : هل ترى له من توبة؟ قال : كل واشرب . أف، قم عني، قلت : إنه يزعم أنه لم يرد قتله . قال : كذب، يعمد أحدكم إلى الخشبة فيضرب بها رأس الرجل المسلم ثم يقول : لم أرد قتله . كذب، كل واشرب ما استطعت، أف، قم عني، فلم يزدنا [ ص: 601 ] على ذلك حتى قمنا . ابن عمر
وأخرج عن سعيد بن منصور قال : قتل المؤمن معقلة . ابن مسعود
وأخرج عن البخاري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» .
وأخرج أحمد، ، والنسائي ، عن وابن المنذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معاوية : «كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الرجل يموت كافرا، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا» .
وأخرج عن ابن المنذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي الدرداء «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا» .
وأخرج عن ابن المنذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «من أعان في قتل مسلم بشطر كلمة، يلقى الله يوم يلقاه مكتوب على جبهته : آيس من رحمة الله» .
وأخرج ابن عدي، في "الشعب"، عن والبيهقي قال : قال [ ص: 602 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر «من أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة : آيس من رحمة الله» .
وأخرج عن ابن المنذر أبي عون قال : إذا سمعت في القرآن خلودا فلا توبة له .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن «نازلت ربي في قاتل المؤمن في أن يجعل له توبة فأبى علي» .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، والطبراني وأبو القاسم بن بشران في "أماليه"، بسند ضعيف، عن أبي هريرة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال : «هو جزاؤه إن جازاه» . عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
وأخرج من طريق ابن أبي حاتم ، عن الضحاك ، أنه كان يقول : جزاؤه جهنم إن جازاه؛ يعني للمؤمن وليس للكافر، فإن شاء عفا عن المؤمن، وإن شاء عاقب . ابن عباس
وأخرج من طريق ابن المنذر عن عاصم بن أبي النجود في قوله : ابن عباس فجزاؤه جهنم قال : هي جزاؤه؛ إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، [ ص: 603 ] وابن المنذر في "البعث" عن والبيهقي أبي مجلز في قوله : فجزاؤه جهنم قال : هي جزاؤه، فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : عون بن عبد الله فجزاؤه جهنم قال : إن هو جازاه .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر مثله . أبي صالح،
وأخرج عن ابن المنذر إسماعيل بن ثوبان قال : جالست الناس قبل الداء الأعظم في المسجد الأكبر، فسمعتهم يقولون : لما نزلت : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى : عذابا عظيما قال المهاجرون والأنصار : وجبت لمن فعل هذا النار . حتى نزلت : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . فقال المهاجرون والأنصار : ما شاء، يصنع الله ما شاء . فسكت عنهم .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر في "البعث"، عن والبيهقي هشام بن حسان قال : كنا عند فقال له رجل : محمد بن سيرين ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم حتى ختم الآية . فغضب محمد، وقال : أين أنت عن هذه الآية : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قم عني، اخرج عني . قال : فأخرج .
[ ص: 604 ] وأخرج القتبي، في "البعث"، عن والبيهقي قريش بن أنس قال : سمعت عمرو بن عبيد يقول : يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله فيقول لي : لم قلت : إن القاتل في النار؟ فأقول : أنت قلته . ثم تلا هذه الآية : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قلت له : -وما في البيت أصغر مني- : أرأيت إن قال لك : فإني قد قلت : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من أين علمت أني لا أشاء أن أغفر؟! قال : فما استطاع أن يرد علي شيئا .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : أتى رجل أبي إسحاق فقال : لقاتل المؤمن توبة؟ قال : نعم، ثم قرأ : عمر حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير في قاتل المؤمن قال : كان يقال : له توبة إذا ندم . مجاهد
وأخرج عن عبد بن حميد مثله . عكرمة،
وأخرج ، سعيد بن منصور عن وابن المنذر كردم، عن قال : أتاه رجل فقال : ملأت حوضي أنتظر ظمئتي ترد علي، فلم أستيقظ إلا ورجل أشرع ناقته، فثلم الحوض وسال الماء، [ ص: 605 ] فقمت فزعا فضربته بالسيف فقتلته . فقال : ليس هذا مثل الذي قال . فأمره بالتوبة . قال سفيان : كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا : لا توبة له . فإذا ابتلي رجل قالوا له : تب . ابن عباس
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وعبد بن حميد عبد الله بن جعفر قال : كفارة القتل القتل .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن والنحاس سعد بن عبيدة، أن كان يقول : لمن قتل مؤمنا توبة . قال : فجاءه رجل فسأله : ألمن قتل مؤمنا توبة؟ قال : لا، إلا النار، فلما قام الرجل قال له جلساؤه : ما كنت هكذا تفتينا، كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة، فما شأن هذا اليوم؟ قال : إني أظنه رجلا يغضب يريد أن يقتل مؤمنا، فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك . ابن عباس
وأخرج عن النحاس أو نافع، أن رجلا سأل سالم، كيف ترى في رجل قتل رجلا عمدا؟ قال : أنت قتلته؟ قال : نعم، قال : تب إلى الله يتب عليك . عبد الله بن عمر :
وأخرج عن عبد بن حميد قال : ليس للقاتل توبة إلا أن يقاد منه، أو يعفى عنه، أو تؤخذ منه الدية . زيد بن أسلم
[ ص: 606 ] وأخرج عن عبد بن حميد قال : بلغنا أن الذي يقتل متعمدا فكفارته أن يقيد من نفسه، أو أن يعفى عنه، أو تؤخذ منه الدية، فإن فعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته، ويستغفر ربه، فإن لم يفعل من ذلك شيئا فهو في مشيئة الله؛ إن شاء غفر له وإن شاء لم يغفر له، فقال سفيان : فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكي يفرض وإن كان ممن قتل فسألك فأخبره لعله يتوب ولا تؤيسه . سفيان
وأخرج عن عبد بن حميد قال : لأن أتوب من الشرك أحب إلي من أن أتوب من قتل المؤمن . الضحاك
وأخرج عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتبسا، وسمع وأطاع فله الجنة، وخمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن، والفرار من الزحف، ويمين صابرة تقتطع بها مالا بغير حق» .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : إن الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتلة، قال أبي هريرة : بضروب ما قتل . أبو زرعة
وأخرج ابن أبي شيبة، ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» .
[ ص: 607 ] وأخرج ، عن ابن المنذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق» .
وأخرج النسائي، عن والنحاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن عمرو «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» .
وأخرج عن ابن المنذر قال : قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا . ابن عمرو
وأخرج في "الشعب" عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود «والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» .
وأخرج ابن عدي، في "الشعب" عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بريدة «لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» .
وأخرج ، سعيد بن منصور في "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما نقيت كفه من الدم، فإذا غمس يده في الدم الحرام نزع حياؤه . عبد الله بن مسعود
[ ص: 608 ] وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود «يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب، هذا قتلني، قال : لم قتلته؟ فيقول : لتكون العزة لك . فيقول : فإنها لي . ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب قتلني هذا، فيقول الله : لم قتلت هذا؟ فيقول : قتلته لتكون العزة لفلان، فيقول : إنها ليست له بؤ بإثمه» .
وأخرجه عن ابن أبي شيبة موقوفا . عمرو بن شرحبيل،
وأخرج ، عن البيهقي قال : يجلس المقتول يوم القيامة، فإذا مر الذي قتله قام فأخذه فينطلق فيقول : يا رب، سله لم قتلني . فيقول : فيم قتلته؟ فيقول : أمرني فلان . فيعذب القاتل والآمر . أبي الدرداء
وأخرج ، ابن المنذر ، عن والبيهقي أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وأبي هريرة «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله جميعا في النار» .
وأخرج ابن عدي، في "الشعب"، والبيهقي والأصبهاني في "الترغيب" عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البراء بن عازب، «لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن، ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في [ ص: 609 ] دم مؤمن لأدخلهم الله النار» .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي قال : ابن عباس قتل بالمدينة قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم من قتله، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : «أيها الناس، قتل قتيل وأنا فيكم ولا نعلم من قتله، ولو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرئ لعذبهم الله، إلا أن يفعل ما يشاء» .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جندب البجلي «من استطاع منكم ألا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم أن يهريقه، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه» .
وأخرج الأصبهاني عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي الدرداء «لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح» .
وأخرج الأصبهاني عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر «لو أن الثقلين [ ص: 610 ] اجتمعوا على قتل مؤمن لأكبهم الله على مناخرهم في النار، وإن الله حرم الجنة على القاتل والآمر» .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن رجل من الصحابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البيهقي «قسمت النار سبعين جزءا؛ للآمر تسعة وستين، وللقاتل جزءا» .
وأخرج عن البيهقي قال : كنت محمد بن عجلان بالإسكندرية فحضرت رجلا الوفاة لم نر من خلق الله أحدا كان أخشى لله منه، فكنا نلقنه فيقبل كل ما لقناه من : سبحان الله والحمد لله، فإذا جاءت لا إله إلا الله أبى، فقلنا له : ما رأينا من خلق الله أحدا كان أخشى لله منك فنلقنك فتلقن، حتى إذا جاءت لا إله إلا الله أبيت؟ قال : إنه حيل بيني وبينها؛ وذلك أني قتلت نفسا في شبيبتي .
وأخرج ابن ماجه، ، وابن مردويه عن والبيهقي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عقبة بن عامر : «ما من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا لم يتند بدم حرام إلا أدخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء» .
وأخرج عن البيهقي عبد الله بن مسلم أخي قال : كنت جالسا عند الزهري في نفر من أهل سالم بن عبد الله المدينة، فقال رجل : ضرب الأمير آنفا رجلا [ ص: 611 ] أسواطا فمات، فقال عاب الله على سالم : موسى عليه السلام في نفس كافرة قتلها .
وأخرج عن البيهقي أن أعرابيا أتى شهر بن حوشب، فقال : إنه قتل حاج بيت الله ظالما، فهل له من مخرج؟ فقال له أبو ذر : ويحك، أحي والداك؟ قال : لا، قال : فأحدهما؟ قال : لا، قال : لو كانا حيين أو أحدهما لرجوت لك، وما أجد لك مخرجا إلا في إحدى ثلاث . قال : وما هن؟ قال : هل تستطيع أن تحييه كما قتلته؟ قال : لا والله . قال : فهل تستطيع ألا تموت؟ قال : لا والله، ما من الموت بد، فما الثالثة؟ قال : هل تستطيع أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء؟ فقام الرجل وله صراخ، فلقيه أبا ذر فسأله فقال : ويحك، حيان والداك؟ قال : لا، قال : لو كانا حيين أو أحدهما لرجوت لك، ولكن اغز في سبيل الله وتعرض للشهادة فعسى . أبو هريرة