بسم الله الرحمن الرحيم
سورة آل عمران مدنية
أخرج في " فضائله " ، ابن الضريس في " ناسخه " ، والنحاس في " الدلائل " ، من طرق، عن والبيهقي قال : نزلت سورة " آل عمران " ابن عباس بالمدينة .
وأخرج في " الأوسط " بسند ضعيف عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس يوم الجمعة، صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس " السورة التي يذكر فيها " آل عمران " . " من قرأ
وأخرج ، سعيد بن منصور في " شعب الإيمان " ، عن والبيهقي قال : من قرأ " البقرة " و " النساء " و " آل عمران " ، كتب عند الله [ ص: 439 ] من الحكماء . عمر بن الخطاب
وأخرج ، الدارمي ومحمد بن نصر، في " شعب الإيمان " ، عن والبيهقي قال : من قرأ " آل عمران " فهو غني، و " النساء " محبرة . يعني : مزينة . ابن مسعود
وأخرج ، الدارمي وأبو عبيد في " فضائله " ، في " شعب الإيمان " ، عن والبيهقي قال : نعم كنز الصعلوك سورة " آل عمران " يقوم بها الرجل من آخر الليل . ابن مسعود
وأخرج عن سعيد بن منصور أبي عطاف قال : اسم " آل عمران " في التوراة طيبة .
وأخرج في " المصنف " عن ابن أبي شيبة ، أن الشمس انكسفت وهو أمير على البصرة، فصلى ركعتين قرأ فيهما بـ " البقرة " و " آل عمران " . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : قرأ رجل " البقرة " و " آل عمران " ، فقال عبد الملك بن عمير : قد قرأ سورتين إن فيهما للاسم الذي إذا دعي به استجاب . كعب
[ ص: 440 ] وأخرج في " المصاحف " عن ابن الأنباري ، مثله . أبي بن كعب
قوله تعالى : الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم الآيات .
أخرج في " المصاحف " عن ابن الأنباري أنه قرأ : أبي بن كعب الحي القيوم .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : مجاهد القيوم : القائم على كل شيء .
وأخرج أبو عبيد، ، وسعيد بن منصور ، عن والطبراني ، أنه كان يقرؤها : ( الحي القيام ) . ابن مسعود
وأخرج أبو عبيد، ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد وابن أبي داود ، ، معا في " المصاحف " ، وابن الأنباري ، وابن المنذر وصححه، عن والحاكم أنه صلى العشاء الآخرة فاستفتح سورة " آل عمران " ، فقرأ : ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيام ) . عمر،
وأخرج ابن أبي داود عن قال : في قراءة الأعمش عبد الله : " الحي القيام " .
[ ص: 441 ] وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن الأنباري أنه كان يقرأ : " الحي القيام " . علقمة،
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن الأنباري أبي معمر قال : سمعت يقرأ " الحي القيم " . وكان أصحاب عبد الله يقرءون : " الحي القيام " . علقمة
وأخرج في " المصنف " ، عن ابن أبي شيبة عاصم بن كليب، عن أبيه قال : كان يعجبه أن يقرأ سورة " آل عمران " في الجمعة إذا خطب . عمر
وأخرج ، ابن إسحاق ، وابن جرير ، عن وابن المنذر محمد بن جعفر بن الزبير قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران ستون راكبا، فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب، وعبد المسيح، والأيهم السيد، وهو من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف من أمرهم ، يقولون : هو الله . ويقولون : هو ولد الله . ويقولون : هو ثالث ثلاثة . كذلك قول النصرانية، فهم يحتجون في قولهم – يقولون : هو الله - بأنه كان يحيي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا، وذلك كله بإذن الله، ليجعله آية للناس ، ويحتجون في قولهم : إنه ولد . بأنهم يقولون : لم يكن له أب يعلم، وقد [ ص: 442 ] تكلم في المهد، شيئا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله . ويحتجون في قولهم : إنه ثالث ثلاثة . بقول الله : فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا . فيقولون : لو كان واحدا ما قال إلا : فعلت وأمرت وقضيت وخلقت . ولكنه هو، وعيسى، ومريم . ففي كل ذلك من قولهم نزل القرآن، وذكر الله لنبيه فيه قولهم . فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلما " . قالا : قد أسلمنا قبلك . قال : " كذبتما، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير " . قالا : فمن أبوه يا محمد؟ فصمت فلم يجبهما، فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله، صدر سورة " آل عمران " إلى بضع وثمانين آية منها، فافتتح السورة بتنزيه نفسه مما قالوه وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك له فيه، وردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر، وجعلوا معه من الأنداد، واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم، ليعرفهم بذلك ضلالتهم، فقال : الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم . أي : ليس معه غيره شريك في أمره، الحي : الذي لا يموت، وقد مات عيسى في قولهم، القيوم : القائم على سلطانه لا يزول، وقد زال عيسى .
[ ص: 443 ] وقال : حدثني ابن إسحاق محمد بن سهل بن أبي أمامة قال : لما قدم أهل نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عيسى ابن مريم ، نزلت فيهم فاتحة " آل عمران " إلى رأس الثمانين منها . وأخرجه في " الدلائل " . البيهقي
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : الربيع إن النصارى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له : من أبوه؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه؟ " . قالوا : بلى . قال : " ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ " . قالوا : بلى . قال : " ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه؟ " . قالوا : بلى . قال : " فهل يملك عيسى من ذلك شيئا؟ " . قالوا : لا . قال : " أفلستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ " . قالوا : بلى . قال : " فهل يعلم عيسى من ذلك شيئا إلا ما علم؟ " . قالوا : لا . قال : " فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ، ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب، ولا يحدث الحدث؟ " . قالوا : بلى . قال : " ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غذي كما يغذى الصبي، ثم كان يطعم الطعام، ويشرب الشراب، ويحدث الحدث؟ " . قالوا : بلى . قال : " فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ " فعرفوا، ثم أبوا إلا جحودا ، فأنزل الله : [ ص: 444 ] الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن والطبراني ، أنه كان يقرؤها : " الحي القيام " . ابن مسعود
وأخرج عن ابن جرير أنه قرأ : ( الحي القيم ) . علقمة،
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، عن وابن جرير في قوله : مجاهد نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه . قال : لما قبله من كتاب أو رسول .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم : الحسن مصدقا لما بين يديه . يقول : من البينات التي أنزلت على نوح وإبراهيم وهود والأنبياء .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير في قوله : قتادة نزل عليك الكتاب . قال : القرآن، مصدقا لما بين يديه من الكتب التي قد خلت قبله، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس : هما كتابان أنزلهما الله، فيهما بيان من الله، وعصمة لمن أخذ به وصدق به وعمل بما فيه، وأنزل الفرقان : هو القرآن، فرق به بين الحق والباطل ، فأحل فيه حلاله، وحرم فيه حرامه، وشرع [ ص: 445 ] فيه شرائعه، وحد فيه حدوده، وفرض فيه فرائضه، وبين فيه بيانه، وأمر بطاعته ونهى عن معصيته .
وأخرج عن ابن جرير محمد بن جعفر بن الزبير : وأنزل الفرقان أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره ، وفي قوله : إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام . أي : إن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها ، وفي قوله : إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . أي : قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى ، إذ جعلوه ربا وإلها ، وعندهم من علمه غير ذلك، غرة بالله وكفرا به . هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء قد كان عيسى ممن صور في الأرحام، لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه، كما صور غيره من بني آدم، فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل؟
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : ابن مسعود يصوركم في الأرحام كيف يشاء قال : ذكورا وإناثا .
[ ص: 446 ] وأخرج ، من طريق ابن جرير ، عن السدي أبي مالك، وعن ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مرة، عن ، وناس من الصحابة في قوله : ابن مسعود هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء . قال : إذا وقعت النطفة في الأرحام طارت في الجسد أربعين يوما، ثم تكون علقة أربعين يوما، ثم تكون مضغة أربعين يوما، فإذا بلغ أن يخلق بعث الله ملكا يصورها، فيأتي الملك بتراب بين أصبعيه، فيخلط فيه المضغة ثم يعجنه بها، ثم يصوره كما يؤمر، فيقول : أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد، وما رزقه وما عمره، وما أثره وما مصائبه؟ فيقول الله ويكتب الملك ، فإذا مات ذلك الجسد، دفن حيث أخذ ذلك التراب .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير : قتادة هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء . قال : من ذكر وأنثى، وأحمر وأبيض وأسود، وتام وغير تام الخلق .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : أبي العالية العزيز الحكيم . قال : العزيز في نقمته إذا انتقم، الحكيم في أمره .