قوله تعالى : اليوم نختم على أفواههم
أخرج أحمد ، ومسلم ، والنسائي في "التوبة" وابن أبي الدنيا واللفظ له، والبزار ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي في قوله : أنس اليوم نختم على أفواههم قال : [ ص: 367 ] كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه قال : هل تدرون مم ضحكت؟ قلنا : لا يا رسول الله . قال : من مخاطبة العبد ربه، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول : بلى، فيقول : إني لا أجيز علي إلا شاهدا مني . فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا . فيختم على فيه، ويقال لأركانه : انطقي فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول : بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أناضل .
وأخرج ، مسلم ، والترمذي ، وابن مردويه عن والبيهقي أبي سعيد، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأبي هريرة يلقى العبد ربه فيقول الله : أي فل، ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول : بلى، أي رب . فيقول : أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول : لا، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني، فيقول مثل ذلك، ثم يلقى الثالث فيقول له : مثل ذلك، فيقول : آمنت بك وبكتابك وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت ويثني بخير ما استطاع، فيقول : ألا نبعث شاهدنا عليك؟ فيفكر في نفسه : من الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه : انطقي، فتنطق فخذه، ولحمه، وعظامه، بعمله ما كان ذلك يعذر من نفسه، وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه .
وأخرج ، أحمد ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، والطبراني عن وابن مردويه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عقبة بن عامر إن أول عظم من الإنسان يتكلم [ ص: 368 ] يوم يختم على الأفواه، فخذه من الرجل الشمال .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة، فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه فيعترف فيقول : أي رب عملت، عملت عملت . فيغفر الله له ذنوبه ويستره منها، قال : فما على الأرض خليقة يرى من تلك الذنوب شيئا، وتبدو حسناته فود أن الناس كلهم يرونها، ويدعى الكافر والمنافق للحساب، فيعرض ربه عليه عمله فيجحد ويقول : أي رب وعزتك لقد كتب علي هذا الملك ما لم أعمل . فيقول له الملك : أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول : لا وعزتك، أي رب ما عملته . فإذا فعل ذلك ختم على فيه، فإني أحسب أول ما ينطق منه لفخذه اليمنى ثم تلا : أبي موسى الأشعري اليوم نختم على أفواههم الآية .
وأخرج ابن أبي شيبة وصححه، والحاكم في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي يسيرة وكانت من المهاجرات قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس . ولا تغفلن واعقدن بالأنامل؛ [ ص: 369 ] فإنهن مسؤولات ومستنطقات .
وأخرج عن ابن جرير قال : يقال للرجل يوم القيامة : عملت كذا وكذا، فيقول : ما عملت، فيختم على فيه، وتنطق جوارحه، فيقول لجوارحه : أبعدكن الله، ما خاصمت إلا فيكن . الشعبي
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن المنذر أسماء بن عبيد قال : يؤتى بابن آدم يوم القيامة ومعه جبل من صحف، لكل ساعة صحيفة فيقول الفاجر : وعزتك لقد كتبوا علي ما لم أعمل . فعند ذلك يختم على أفواههم، ويؤذن لجوارحهم في الكلام، فيكون أول ما يتكلم من جوارح ابن آدم فخذه اليسرى .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي نختم على أفواههم قال : فلا يتكلمون .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم في الآية قال : قد كانت خصومات وكلام، فكان هذا آخره أن ختم على أفواههم . قتادة
وأخرج عن عبد بن حميد في الآية قال : أول ما ينطق من الإنسان فخذه اليمنى . الحسن
[ ص: 370 ]