وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا
قوله عز وجل: وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا التفجير تشقيق الأرض لينبع الماء منها ، ومنه سمي الفجر لأنه ينشق عن عمود الصبح ، ومنه سمي الفجور لأنه شق الحق بالخروج إلى الفساد.
الينبوع: العين التي ينبع منها الماء ، قال قتادة طلبوا عيونا ببلدهم. ومجاهد: أو تكون لك جنة من نخيل وعنب سألوا ذلك في بلد ليس ذلك فيه. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أي قطعا. قرئ بتسكين السين وفتحها ، فمن قرأ بالتسكين أراد السماء جميعها ، ومن فتح السين جعل المراد به بعض السماء ، وفي تأويل ذلك وجهان: أحدهما: يعني حيزا ، حكاه ، ولعلهم أرادوا به مشاهدة ما فوق السماء. ابن الأنباري
[ ص: 273 ] الثاني: يعني قطعا ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة. والعرب تقول. أعطني كسفة من هذا الثوب أي قطعة منه. ومن هذا الكسوف لانقطاع النور منه ، وعلى الوجه الثاني لتغطيته بما يمنع من رؤيته. أو تأتي بالله والملائكة قبيلا فيه أربعة أوجه: أحدها: يعني كل قبيلة على حدتها ، قاله الحسن.
الثاني: يعني مقابلة ، نعاينهم ونراهم ، قاله قتادة وابن جريج.
الثالث: كفيلا ، والقبيل الكفيل ، من قولهم تقبلت كذا أي تكفلت به ، قاله ابن قتيبة.
الرابع: مجتمعين ، مأخوذ من قبائل الرأس لاجتماع بعضه إلى بعض ، ومنه سميت قبائل العرب لاجتماعها ، قاله ابن بحر. قوله عز وجل: أو يكون لك بيت من زخرف فيه وجهان: أحدهما: أن الزخرف النقوش ، وهذا قول الحسن.
الثاني: أنه الذهب ، وهذا قول ابن عباس ، قال وقتادة لم أكن أدري ما الزخرف حتى سمعنا في قراءة مجاهد: بيت من ذهب. وأصله من الزخرفة وهو تحسين الصورة ، ومنه قوله تعالى: عبد الله: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت [يونس: 24] . والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك نفر من قريش قال هم ابن عباس: عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان والأسود بن عبد المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وعبد الله بن أمية والعاص بن وائل وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج.