فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
قوله عز وجل: فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل واختلفوا في نزلهم الذي رجعوا إليه إلى أبيهم على قولين: أحدهما: بالعربات من أرض فلسطين.
[ ص: 57 ] الثاني: بالأولاج من ناحية الشعب أسفل من حمس ، وكان صاحب بادية له شاء وإبل. قالوا يا أبانا منع منا الكيل أي سيمنع منا الكيل إن عدنا بغير أخينا لأن ملك مصر ألزمنا به وطلبه منا إما ليراه أو ليعرف صدقنا منه. فأرسل معنا أخانا نكتل أي إن أرسلته معنا أمكننا أن نعود إليه ونكتال منه. وإنا له لحافظون ترغيبا له في إرساله معهم. فلم يثق بذلك منهم لما كان منهم في يوسف. قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل لأنهم ضمنوا له حفظ يوسف فأضاعوه ، فلم يثق بهم فيما ضمنوه. فالله خير حافظا قرأ حمزة والكسائي وحفص حافظا يعني منكم لأخيكم. وهو أرحم الراحمين يحتمل وجهين: أحدهما: أرحم الراحمين في حفظ ما استودع. والثاني: أرحم الراحمين فيما يرى من حزني.