فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وفي الزيغ وجهان:
أحدهما: أنه العدول ، قاله . السدي
الثاني: أنه الميل ، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل. ويحتمل تأويله وجهين:
أحدهما: فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية.
الثاني: فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام. [ ص: 529 ] وفي المعني بهذا الكلام ثلاثة أقاويل:
أحدها: المنافقون.
الثاني: الخوارج ، قاله عن أبيه. مصعب بن سعيد
الثالث: أنه عام. ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين:
أحدهما: تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته.
الثاني: ليكون ذلك من معجزات عيسى عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ. وفي بأحمد وجهان: تسمية الله له
أحدهما: لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمدا قال حسان
صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد
الثاني: أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسما ، كما قال حسانوشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد