ثلة من الأولين فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم الجماعة ، ومنه قول الشاعر
ولست ذليلا في العشيرة كلها تحاول منها ثلة لا يسودها
الثاني: الشطر وهو النصف ، قاله . الضحاكالثالث: أنها الفئة ، قاله ، ومنه قول أبو عبيدة دريد بن الصمة
ذريني أسير في البلاد لعلني ألاقي لبشر ثلة من محارب
أحدهما: أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قاله أبو بكرة.
الثاني: أنهم قوم نوح، قاله . الحسن وقليل من الآخرين فيه قولان:
أحدهما: أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله . الحسن
الثاني: أنهم الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا ، روى أنه لما [ ص: 450 ] نزلت أبو هريرة ثلة من الأولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال عليه السلام: . (إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة بل ثلت أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة وتقاسمونهم في النصف الثاني
على سرر موضونة يعني الأسرة، واحدها سرير، سميت بذلك لأنها مجلس السرور.
وفي الموضونة أربعة أوجه:
أحدها: أنها الموصولة بالذهب، قاله . ابن عباس
الثاني: أنها المشبكة النسج، قاله ، ومنه قول الضحاك لبيد
إن يفزعوا فسرا مع موضونة والبيض تبرق كالكواكب لامها
الرابع: أنها المسندة بعضها إلى بعض. يطوف عليهم ولدان مخلدون الولدان: جمع وليد وهم الوصفاء.
وفي قوله تعالى مخلدون قولان:
أحدهما: [مسورون] بالأسورة ، [مقرطون] بالأقراط ، قاله ، قال الشاعر الفراء
ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن أقاوز الكثبان
وهل ينعمن إلا سعيد مخلد قليل الهموم ما يبيت بأوجال
أحدهما: أن الأكواب التي ليس لها عرى ، قاله . الضحاك
الثاني: أن الأكواب مدورة الأفواه ، والأباريق التي يغترف بها، قاله ، قال الشاعر قتادة
فعدوا علي بقرقف ينصب من أكوابها
أحدها: معناه لا يمنعون منها، قاله أبو حرزة يعقوب بن مجاهد .
الثاني: لا يفرقون عنها ، حكاه ، واستشهد عليه بقول الراجز: ابن قتيبة
صد عنه فانصدع.
الثالث: لا ينالهم من شربها وجع الرأس وهو الصداع ، قاله ابن جبير، ، وقتادة ، ومجاهد . وفي قوله تعالى: والسدي ولا ينزفون أربعة أوجه:أحدها: لا تنزف عقولهم فيسكرون ، قاله ابن زيد، . وقتادة
الثاني: لا يملون، قاله . عكرمة
الثالث: لا يتقيئون، قاله يحيى بن وثاب.
الرابع: وهو تأويل من قرأ بكسر الزاي لا يفنى خمرهم ، ومنه قول الأبيرد
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى أنتم آل أبجرا
أحدهما: أنهن كبار الأعين ، كما قال الشاعر
إذا كبرت عيون من النساء ومن غير النساء فهن عين
إذا ما العين كان بها احورار علامتها البياض على السواد
أحدهما: في نضارتها وصفاء ألوانها.
الثاني: أنهن كأمثال اللؤلؤ في تشاكل أجسادهن في الحسن من جميع جوانبهن ، كما قال الشاعر
كأنما خلقت في قشر لؤلؤة فكل أكنافها وجه لمرصاد
أحدها: ، قاله لا يسمعون في الجنة باطلا ولا كذبا . ابن عباس
الثاني: لا يسمعون فيها خلفا ، أي لا يتخالفون عليها كما يتخالفون في الدنيا ، ولا يأثمون بشربها ، كما يأثمون في الدنيا ، قاله . الضحاك
الثالث: لا يسمعون فيها شتما ولا مأثما ، قاله . مجاهد
يحتمل رابعا: لا يسمعون مانعا لهم منها ، ولا مشنعا لهم على شربها. إلا قيلا سلاما سلاما فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لكن يسمعون قولا سارا وكلاما حسنا.
الثاني: لكن يتداعون بالسلام على حسن الأدب وكريم الأخلاق.
الثالث: يعني قولا يؤدي إلى السلامة.
ويحتمل رابعا: أن يقال لهم هنيئا.