إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون
قوله : إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها فيها قولان :
أحدهما : مكة ، قاله . ابن عباس
الثاني : منى ، قاله ، وتحريمها هو تعظيم حرمتها والكف عن صيدها وشجرها . أبو العالية
[ ص: 232 ] وله كل شيء يعني ملك كل شيء مما أحله وحرمه فيحل منه ما شاء ويحرم منه ما شاء لأن للمالك أن يفعل في ملكه ما يشاء .
قوله : سيريكم آياته فتعرفونها فيه وجهان :
أحدهما : يريكم في الآخرة فتعرفونها على ما قال في الدنيا ، قاله . الحسن
الثاني : يريكم في الدنيا ما ترون من الآيات في السماوات والأرض فتعرفونها أنها حق ، قاله . مجاهد
وما ربك بغافل عما تعملون من خير أو شر فلا بد أن يجازي عليه ، والله أعلم .