( وأقول ) غالبا فلا يرد عليه نحو قوله في فصل الخلاء ولا يتكلم وإن كان زيادة مسألة برأسها وسيعلم من قوله وفي إلحاق قيد إلخ أن له زيادات من غير تمييز ومن الاستقراء أنه يقول ذلك أيضا في استدراك التصحيح عليه ( في أولها قلت وفي آخرها والله أعلم ) أي من كل عالم وزعم بعض الحنفية أنه لا ينبغي أن يقال ذلك قيل مطلقا .
وقيل للإعلام بختم الدرس ويرد بأنه لا إيهام فيه بل فيه غاية التفويض المطلوب بل في حديث في باب العلم في قصة البخاري موسى مع الخضر صلى الله على نبينا وعليهما وسلم ما يدل له وهو قوله فيه فعتب الله على موسى أي حيث سئل عن أعلم الناس فقال أنا إذ لم يرد العلم إليه إذ رده إليه صادق بأن يقول الله أعلم بل القرآن دال له وهو { الله أعلم حيث يجعل رسالته } وقد قال علي كرم الله وجهه وأبردها على كبدي إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول الله أعلم ولا ينافيه ما في أن البخاري عمر سأل الصحابة رضي الله عنهم عن سورة النصر فقالوا الله أعلم فغضب وقال قولوا نعلم أو لا نعلم . وفي رواية أنه قال لمن قاله مرة قد تيقنا إن كنا لا نعلم أن الله يعلم
لتعين حمله على أنه فيمن جعل الجواب به ذريعة إلى عدم إخباره عما سئل عنه ، وهو يعلم وقد ذكر الأئمة في ما يصرح بحسن ما فعله الله أكبر وأعلم ونحوهما المصنف فعليك به ، ومما يؤيده أيضا قولهم يسن لمن أن يقول الله ورسوله أعلم ومنع نحو ما أحلم الله نظرا لتقدير النحاة في التعجب شيء صيره كذا مردود بأن فيه غاية الإجلال وبنحو { سئل عما لا يعلم قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع } أي ما أبصره وأسمعه .
كما قاله ابن عطية وغيره [ ص: 56 ] لقول لا أحد أبصر من الله ولا أسمع وتقدير النحاة المذكور غير لازم ولا مطرد ؛ لأن كل مقام بما يناسبه كشيء وصفه بذلك أما نفسه أو من شاء من خلقه قتادة