( و ) الإمساك ( عن وصول العين ) أي عين كانت ، وإن كانت أقل ما يدرك من نحو حجر [ ص: 401 ] ( إلى ما يسمى جوفا ) ؛ لأن فاعل ذلك لا يسمى ممسكا بخلاف والقول بأن الدخان عين ليس المراد به العين هنا وبخلاف الوصول لما لا يسمى جوفا كداخل مخ الساق ، أو لحمه بخلاف جوف آخر ، ولو بأمره لمن طعنه فيه ولا يضر سكوته مع تمكنه من دفعه ؛ إذ لا فعل له وإنما نزلوا تمكن المحرم من الدفع عن الشعر منزلة فعله ؛ لأنه في يده أمانة فلزمه الدفع عنها بخلاف ما هنا . وصول الأثر كالطعم وكالريح بالشم ، ومثله وصول دخان نحو البخور إلى الجوف
نعم يشكل عليه ما يأتي في الأيمان أنه لو حنث إلا أن يجاب بأن الملحظ ثم تفويت البر باختياره وسكوته مع قدرته يطلق عليه عرفا أنه فوته وهنا تعاطي مفطر وهو لا يصدق عليه عرفا ولا شرعا أنه تعاطاه وما فيما إذا حلف ليأكل ذا الطعام غدا فأتلفه من قدر على انتزاعه منه وهو ساكت إلا أن يجاب بأن ثم فاعلا يحال عليه الفعل فلم ينسب للساكت شيء بخلاف نزول النخامة وأيضا فمن شأن دفع الطاعن أن يترتب عليه هلاك أو نحوه فلم يكلف الدفع وإن قدر بخلاف ما عداه فينبغي أن تكون قدرته على دفعه كفعله كما يشهد له مسألة النخامة وتقييدهم عدم الفطر بفعل الغير [ ص: 402 ] بالمكره وكالعين ريقه المتنجس بنحو دم لثته وإن صفا ، ولم يبق فيه أثر مطلقا ؛ لأنه لما حرم ابتلاعه لتنجسه صار بمنزلة عين أجنبية ( وقيل يشترط مع هذا ) المذكور من كونه يسمى جوفا ( أن يكون فيه قوة تحيل الغذاء ) بكسر غينه ثم معجمة ( والدواء ) ؛ لأن ما لا تحيله لا ينتفع به البدن فكان الواصل إليه كالواصل لغير جوف ، وردوه بأن الواصل للحلق مفطر مع أنه غير محيل فألحق به كل جوف كذلك . جرت النخامة بنفسها مع قدرته على مجها
( فعلى الوجهين باطن الدماغ والبطن والأمعاء ) وهي المصارين جمع معى بوزن رضا ( والمثانة ) بالمثلثة وهي مجمع البول ( مفطر بالإسعاط أو الأكل أو الحقنة ) أي : الاحتقان لف ونشر مرتب ؛ إذ الحقنة وهي أدوية معروفة تعالج بها المثانة أيضا ( أو الوصول من جائفة ومأمومة ونحوهما ) ؛ لأنه جوف محيل وكان التقييد بالباطن ؛ لأنه الذي يأتي على الوجهين فاندفع ما قيل .
قضيته أن وصول عين لظاهر الدماغ أو الأمعاء لا يفطر وليس كذلك بل لو أفطر وإن لم يصل باطن الخريطة وبه يعلم أن باطن الدماغ ليس بشرط بل ولا الدماغ نفسه ؛ لأنه في باطن الخريطة وكذا لو كان ببطنه جائفة فوضع عليها دواء فوصل جوفه أفطر وإن لم يصل باطن الأمعاء ا هـ . كان برأسه مأمومة فوضع عليها دواء فوصل خريطة الدماغ