( الخامس ) لا شك أن المرصدة لدفن الموتى المعلاة والشبيكة من مقابر المسلمين المسبلة بمكة المشرفة شرفها الله وأن البناء بهما لا يجوز ، ويجب هدمه يدل لذلك كلام الآتي بل للمعلاة زيادة خصوصية لورود الحديث في فضلها وتسميتها مقبرة فقد روينا في تاريخ الشافعي الأزرقي من حديث رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { ابن عباس مكة } قال ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { نعم المقبرة هذه مقبرة أهل } وأما ما يقال : إن سيدنا : نعم الشعب ونعم المقبرة رضي الله عنه ، أوقفها فلم أقف له على أصل بل الظاهر أنه غير صحيح ; لأنها مسبلة للدفن من قبل ذلك وكلام عمر بن الخطاب يقتضي أنها مسبلة فإن الشافعي الزركشي لما تكلم في الخادم على البناء على القبور قال الحاوي بعد ذكره : إنه لا يجوز البناء في المسألة ويهدم قال ورأيت الولاة الشافعي بمكة يأمرون بهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليهم ذلك انتهى .
وتقدم كلام هذا في كلام الشافعي ابن الفاكهاني ، ثم تكلم الزركشي على القرافة وهل هي موقوفة ، أو مرصدة ويظهر من كلامه ترجيح الوقفية وقد صرح بذلك الشيخ خليل في التوضيح به كما تقدم