( الثالث ) لم يتعرض المؤلف لبيان هو ما قاله صاحب الرسالة وقال في المدونة قال ما يدعى به ، والدعاء المستعمل : يجتهد للميت في الدعاء وليس في ذلك حد ولا يقرأ على الجنازة وكان مالك يتبع الجنازة مع أهلها فإذا وضعت كبر وحمد الله وصلى على نبيه ثم قال : اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن أبو هريرة محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به ، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده قال : هذا أحسن ما سمعت من الدعاء على الجنازة وليس فيه حد معلوم انتهى . مالك
قال ابن ناجي : يحمل قوله الأول على نفي الوجوب ; لأن إتيانه بما ذكر عن وقوله هذا أحسن يقتضي أنه عينه فيحمل الأول على نفي الواجب والثاني على ثبوت المستحب وإلا كان تناقضا ; قال أبي هريرة ابن بشير ولا يستحب دعاء معين اتفاقا وتبعه وتعقبه ابن الحاجب ابن عبد السلام بأن استحب دعاء مالكا ولقول أبي هريرة أبي محمد في الرسالة يعني قوله ومن مستحسن ما قيل في ذلك إلى آخره ، وذلك يدل على أنهم استحسنوا أدعية معينة ونحوه ، وقال الشيخ لابن هارون خليل قول الرسالة : ومن مستحسن ما قيل في ذلك يعارض قول ولا يستحب دعاء معين اتفاقا فالجواب أن الرسالة ليس فيها دعاء [ ص: 216 ] مخصوص لقوله فيها ويقال في الدعاء للميت غير شيء محدود وأيضا فالمستحب ما ثبت بنص والمستحسن ما أخذ من القواعد الكلية ، وأما في المدونة فإنما رجحه ولم يعينه انتهى . ابن الحاجب
( تنبيه ) قال ابن ناجي في شرح الرسالة بعد قوله تقول ذلك بإثر كل تكبيرة : ليس العمل على ما قال الشيخ عندنا لطوله وقال عن عبد الحق : قدر الدعاء بين كل تكبيرتين قدر الفاتحة وسورة ، قال إسماعيل القاضي ابن رشد : أقله اللهم اغفر له انتهى .
وقد تقدم كلام في أول القولة وسيأتي كلام عبد الحق ابن رشد والله أعلم