62 - مسألة : وأن ، وكل ذلك حق لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره وقوته إلا إلى الله تعالى ، لا إلى شيء غير الله عز وجل أصلا ، مقر من ذلك مما في القرآن ، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا يحل أن يزاد في ذلك ما لم يأت به نص من قرآن أو سنة صحيحة . قال عز وجل : { لله عز وجل عزا وعزة ، وجلالا وإكراما ، ويدا ويدين وأيد ، ووجها وعينا وأعينا وكبرياء ذو الجلال والإكرام } وقال تعالى : { يد الله فوق أيديهم } و { لما خلقت بيدي } و { مما عملت أيدينا أنعاما } { إنما نطعمكم لوجه الله } { ولتصنع على عيني } { فإنك بأعيننا } . ولا يحل أن يقال ( عينين ) لأنه لم يأت بذلك نص ، ولا أن يقال " سمع وبصر ولا حياة " لأنه لم يأت بذلك نص ، لكنه تعالى سميع بصير حي قيوم .
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ، حدثني مسلم بن الحجاج أحمد بن يوسف الأزدي ثنا ثنا أبي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا الأعمش - عن أبو إسحاق هو السبيعي أبي مسلم الأغر أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { وأبي هريرة } يعني الله تعالى . حدثنا العز إزاره والكبرياء رداؤه عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا إسحاق بن إبراهيم أنا الفضل بن موسى ثنا محمد بن عمرو ثنا - عن أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - في حديث : خلق الله تعالى الجنة والنار { أبي هريرة جبريل قال لله تعالى : وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد } ولو كان [ ص: 56 ] شيء من ذلك غير الله تعالى لكان إما لم يزل وإما محدثا ، فلو كان لم يزل لكان مع الله تعالى أشياء غيره لم تزل ، وهذا شرك مجرد ، ولو كان محدثا لكان تعالى بلا علم ولا قوة ، ولا قدرة ولا عز ولا كبرياء قبل أن يخلق كل ذلك وهذا كفر ، وقال تعالى : { أن إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .
وقال تعالى : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } وقال تعالى : { ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } وقال تعالى : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } فصح أنه لا يحل أن يضاف إليه تعالى شيء ، ولا أن يخبر عنه بشيء ، ولا أن يسمى بشيء إلا ما جاء به النص . ونقول : إن . وقال تعالى : { لله تعالى مكرا وكيدا أفأمنوا مكر الله } وقال تعالى : { وأكيد كيدا } وكل ذلك خلق له تعالى . وبالله تعالى التوفيق .