المبحث الثاني
دور الوقف في النهوض بالتعليم [1] لقد شملت الأموال الموقوفة على التعليم كثيرا من الجوانب المختلفة، التي تخدم عملية التعليم والتعلم، ومن أهم هذه الجوانب إنشاء المدارس وتجهيزها وتوفير العاملين فيها من معلمين وغيرهم، وتشجيع طلاب العلم على الانخراط في عملية التعليم من خلال التسهيلات التي وفرت لهم، بالإضافة إلى إنشاء المكتبات وتجهيزها وغير ذلك من الجوانب الأخرى.
ففي المجال الثقافي اتسعت أشكال الأموال الموقوفة التي غطت الجانب التعليمي من حيث الإنفاق على وقف المدارس العلمية أو الأوقاف على التدريسيين، أو تلك المتعلقة بالإنفاق على نطاق البحث العلمي أو المتعلقة بالإنفاق على توسيع الجانب المعرفي وذلك من خلال الأموال الموقوفة على المكتبات العامـة أو التلاميذ الدارسـين وكذلك على رجـال الدين، الذين يمارسون دورهم في بث التوعية الدينية والأخلاقية.
لقد كانت مؤسسات التعليم قبل المدرسة أهلية في المساجد والكتاتيب ودور العلم والربط والزوايا، ويعتمد الكثير منها على الهبات، وخصص لبعضها [ ص: 179 ] الأوقاف. واستندت المدارس أساسا على الأوقاف المخصصة لها منذ البداية. وهناك الوقف على زوايا العلم وعلى منازل الطلبة، وعلى خزانات الكتب في المساجد والمكتبات ودور العلم. وخصصت الأوقاف لمكاتب تعليم الأيتام. كل ذلك يشير إلى دور الأوقاف الأساس في الثقافة وفي الحرية العلمية [2] .
بل إن الوقف قد قام بدور مؤثر في تعليم أفراد المجتمع المسلم، وتنمية مهاراتهم، وزيادة قدراتهم، وتوفير فرص العمل لهم. لقد خصصت أوقاف لتأهيل المسجونين والعاطلين عن العمل لشغل المهن، التي تناسب قدراتهم، حتى لا يكونوا عناصر استهلاك فقط، أو أداة تخريب واضطراب، وإثارة القلاقل في المجتمع [3] .