الملتزم ) وهو ( ما بين ) الركن الذي به ( الحجر الأسود وباب ( فإذا فرغ من الوداع واستلم الحجر وقبله وقف في الكعبة ) وذرعه أربعة أذرع ( فيلتزمه ) أي : الملتزم ( ملصقا به صدره ووجهه وبطنه ويبسط يديه عليه ويجعل يمينه نحو الباب ويساره نحو الحجر ) لما روى عن أبيه قال { عمرو بن شعيب عبد الله فلما جاء دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال نعوذ بالله من النار ثم استلم الحجر فقام بين الركن والباب فوضع صدره وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا وقال : هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل } رواه طفت مع أبو داود .
( ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة ومنه : اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك وابن [ ص: 514 ] أمتك حملتني على ما سخرت لي من خلقك وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا ، وإلا فمن ) الوجه فيه ضم الميم وتشديد النون على أنه صيغة أمر من من يمن مقصودا به الدعاء ويجوز كسر الميم وفتح النون على أنه حرف جر لابتداء الغاية ( الآن ) أي : هذا الوقت الحاضر وجمعه آونة كزمان وأزمنة ( قبل أن تنأى ) أي : تبعد ( عن بيتك داري ، فهذا أوان انصرافي ) أي : زمنه ( إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك اللهم فأصحبني ) بقطع الهمزة ( العافية في بدني والصحة في جسمي والعصمة في ديني ) وهي المنع من المعاصي .
( وأحسن ) بقطع الهمزة ( منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتني واجمع لي خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير وإن أحب دعا بغير ذلك ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) قال فإذا خرج ولاها ظهره ولا يلتفت فإذا ولى لا يقف ولا يلتفت ( فإن فعل ) أي : التفت ( أعاد الوداع ) نص عليه يعني : ( استحبابا ) قال في الشرح : إذ لا نعلم لإيجاب ذلك عليه دليلا . أحمد
( وقد قال إذا كدت تخرج من المسجد فالتفت ثم انظر إلى مجاهد الكعبة فقل : اللهم لا تجعله آخر العهد ) وروى عن حنبل المهاجر قال قلت : الرجل يطوف لجابر بن عبد الله بالبيت ويصلي فإذا انصرف خرج ، ثم استقبل القبلة ؟ فقال ما كنت أحسب يصنع هذا إلا جابر اليهود والنصارى قال أكره ذلك أبو عبد الله المسجد ) الحرام ( وتدعو بذلك ) الدعاء استحبابا لتعذر دخوله عليها . ( والحائض ) أو النفساء ( تقف على باب