( باب صلاة الجمعة ) بتثليث الميم ، حكاه والأصل الضم واشتقاقها من اجتماع الناس للصلاة وقيل : لجمعها الجماعات ، وقيل : لجمع طين ابن سيده آدم فيها وقيل : لأن [ ص: 21 ] آدم جمع فيها خلقه رواه من حديث أحمد وقيل : لأنه جمع مع أبي هريرة حواء في الأرض فيها وفيه خبر مرفوع وقيل : لما جمع فيها من الخير قيل : أول من سماه يوم الجمعة كعب بن لؤي ، واسمه القديم : يوم العروبة ، وهو أفضل أيام الأسبوع ( لعدم انعقادها بنية الظهر ممن لا تجب ) الجمعة ( عليه ) كالعبد والمسافر ( ولجوازها ) أي الجمعة ( قبل الزوال ) ولأنه ( لا ) يجوز أن تفعل ( أكثر من ركعتين ) لما يأتي عند قوله : والجمعة ركعتان . ( وهي صلاة مستقلة ) ليست بدلا عن الظهر
( في محل يبيح الجمع ) بين الظهر والعصر ، لعذر مما تقدم في الجمع . ( ولا تجمع ) مع العصر
( و ) بلا نزاع قاله في الإنصاف ( وفرضت صلاة الجمعة ( أفضل من الظهر ) بمكة قبل الهجرة ) لما روى عن الدارقطني قال { ابن عباس أذن للنبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة قبل أن يهاجر ، فلم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى : أما بعد ، فانظر إلى اليوم الذي تجهر فيه مصعب بن عمير اليهود بالزبور ، لسبتهم فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة ، فتقربوا إلى الله بركعتين } فأول من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير المدينة فجمع عند الزوال من الظهر والجمع بين هذا وبين قول من قال : أول من جمع : هو أن أسعد بن زرارة أسعد جمع الناس فإن مصعبا كان نزيلهم وكان يصلي بهم ، ويقرئهم ويعلمهم الإسلام وكان يسمى المقرئ ، فأسعد دعاهم ومصعب صلى بهم .
وفي عن البخاري " أن أول جمعة بعد جمعة في ابن عباس مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جمعة بجواثى قرية من قرى البحرين .
( وقال الشيخ : فعلت بمكة على صفة الجواز ، وفرضت بالمدينة انتهى ) لأن سورة الجمعة مدنية ولعل المراد من قوله : فعلت بمكة : أي فعلت الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة على غير وجه الوجوب إذ آية الجمعة بل سورتها نزلت بالمدينة .