وعن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ابن عمر مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة } ، وعن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عبد الرحمن بن عوف } ، وعن يسير الفقه خير من كثير العبادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أنس } ، وعن فقيه واحد أفضل عند الله من ألف عابد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ابن عمر } [ ص: 44 ] ، وعن أفضل العبادة الفقه : ( ما نحن لولا كلمات الفقهاء ؟ ) ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه : ( العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله ) ، وعن علي أبي ذر رضي الله عنهما قالا : ( باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع ، وباب من العلم نعلمه عمل به أو لم يعمل ، أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا ) ، وقالا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ، وأبي هريرة } . وعن إذا جاء الموت طالب العلم ، وهو على هذه الحال مات وهو شهيد . رضي الله عنه : ( لأن أعلم بابا من العلم في أمر ، ونهي ، أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله ) ، وعن أبي هريرة : ( مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة ) ، وعن أبي الدرداء قال : لأن أتعلم بابا من العلم فأعلمه مسلما أحب إلي من أن تكون لي الدنيا كلها في سبيل الله تعالى ، وعن الحسن البصري ، : دراسة العلم صلاة . وعن يحيى بن أبي كثير سفيان الثوري : ( ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ) ، وعن ، والشافعي ، وقيل له : أي شيء أحب إليك ؟ : ( أجلس بالليل أنسخ أو أصلي تطوعا ، قال فنسخك تعلم بها أمر دينك لهو أحب ) ، وعن أحمد بن حنبل مكحول : ما عبد الله بأفضل من الفقه . وعن ما عبد الله بمثل الفقه . وعن الزهري : قال : ليست عبادة الله بالصوم ، والصلاة ، ولكن بالفقه في دينه . يعني ليس أعظمها ، وأفضلها الصوم ، بل الفقه . وعن سعيد بن المسيب إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم ، وأهل الجهاد فالعلماء دلوا الناس على ما جاءت به الرسل ، وأهل الجهاد جاهدوا على ما جاءت به الرسل ، وعن : أرفع الناس عند الله تعالى منزلة من كان بين الله وعباده ، وهم الرسل ، والعلماء . سفيان بن عيينة
وعن سهل التستري : من أراد النظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء فاعرفوا لهم ذلك .
فهذه أحرف من أطراف ما جاء في ترجيح الاشتغال ( بالعلم ) على العبادة ، وجاء عن جماعات من السلف ممن لم أذكره نحو ما ذكرته ، والحاصل أنهم متفقون على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغالات بنوافل الصوم ، والصلاة ، والتسبيح ، ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن ، ومن دلائله سوى ما سبق أن نفع العلم يعم صاحبه ، والمسلمين ، والنوافل المذكورة مختصة به ، ولأن العلم مصحح فغيره من العبادات مفتقر إليه ، ولا ينعكس ، ولأن العلماء ورثة الأنبياء ، ولا يوصف المتعبدون بذلك ، ولأن العابد تابع للعالم مقتد به مقلد له في عبادته وغيرها واجب عليه طاعته ، ولا [ ص: 45 ] ينعكس ; ولأن العلم تبقى فائدته وأثره بعد صاحبه ، والنوافل تنقطع بموت صاحبها ; ولأن العلم صفة لله تعالى ; ولأن العلم فرض كفاية أعني العلم الذي كلامنا فيه ، فكان أفضل من النافلة ، وقد قال إمام الحرمين رحمه الله في كتابه الغياثي : فرض الكفاية أفضل من فرض العين من حيث إن فاعله يسد مسد الأمة ، ويسقط الحرج عن الأمة ، وفرض العين قاصر عليه ، وبالله التوفيق .
فصل .
فيما أنشدوه في فضل طلب العلم وهذا واسع جدا ، ولكن من عيونه ما جاء عن : رحمه الله أبي الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو التابعي
العلم زين وتشريف لصاحبه فاطلب هديت فنون العلم والأدبا لا خير فيمن له أصل بلا أدب
حتى يكون على ما زانه حدبا كم من كريم أخي عي وطمطمة
فدم لدى القوم معروف إذا انتسبا في بيت مكرمة آباؤه نجب
كانوا الرءوس فأمسى بعدهم ذنبا وخامل مقرف الآباء ذي أدب
نال المعالي بالآداب والرتبا أمسى عزيزا عظيم الشأن مشتهرا
في خده صعر قد ظل محتجبا العلم كنز وذخر لا نفاد له
نعم القرين إذا ما صاحب صحبا قد يجمع المرء مالا ثم يحرمه
عما قليل فيلقى الذل والحربا وجامع العلم مغبوط به أبدا
ولا يحاذر منه الفوت والسلبا يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه
لا تعدلن به درا ولا ذهبا
تعلم فليس المرء يولد عالما وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافل
ولآخر :
علم العلم من أتاك لعلم واغتنم ما حييت منه الدعاء
وليكن عندك الغني إذا ما طلب العلم والفقير سواء
ولآخر :
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمو على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ولآخر :
صدر المجالس حيث حل لبيبها فكن اللبيب وأنت صدر المجلس
ولآخر :
عاب التفقه قوم لا عقول لهم وما عليه إذا عابوه من ضرر
ما ضر شمس الضحى والشمس طالعة أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر