ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم
يقال : رفث في كلامه يرفث وأرفث إذا تكلم بالقبيح قال تعالى : ( فلا رفث ولا فسوق ) [ البقرة : 197 ] ، وعن أنه أنشد وهو محرم : ابن عباس
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا
فقيل له : أترفث ؟ فقال : إنما الرفث ما كان عند النساء ، فثبت أن هو قول الفحش ثم جعل ذلك اسما لما يتكلم به عند النساء من معاني الإفضاء ، ثم جعل كناية عن الجماع وعن كل ما يتبعه . الأصل في الرفث
فإن قيل : لم كنى ههنا عن الجماع بلفظ الرفث الدال على معنى القبح بخلاف قوله : ( وقد أفضى بعضكم إلى بعض ) [ النساء : 21 ] ( فلما تغشاها ) [ الأعراف : 189 ] ( أو لامستم النساء ) [ النساء : 43 ] ، ( دخلتم بهن ) [ النساء : 23 ] ، ( من قبل أن تمسوهن ) [ البقرة : 237 ] ( فما استمتعتم به منهن ) [ النساء : 24 ] ( ولا تقربوهن ) [ البقرة : 222 ] .
جوابه : السبب فيه استهجان ما وجد منهم قبل الإجابة كما سماه اختيانا لأنفسهم ، والله أعلم .
المسألة السادسة : قال الأخفش : إنما عدى الرفث بإلى لتضمنه معنى الإفضاء في قوله : ( وقد أفضى بعضكم إلى بعض ) [ النساء : 21 ] .