المسألة الثالثة : قال القاضي : فيه من جهات : إبطال القول بالجبر
إحداها : أن اتباعهم وإيمانهم موقوف على أن يخلق الله ذلك فيهم ؛ سواء أرسل الرسول إليهم أم لا .
وثانيتها : أنه إذا خلق القدرة على ذلك فيهم وجب سواء أرسل الرسول أم لا .
وثالثتها : إذا أراد ذلك وجب ، أرسل الرسول إليهم أم لا ، فأي فائدة في قولهم هذا لو كانت أفعالهم خلقا لله تعالى ؟ فيقال للقاضي : هب أنك نازعت في الخلق والإرادة ، ولكنك وافقت في العلم ، فإذا علم الكفر منهم فهل يجب أم لا ؟ فإن لم يجب أمكن أن لا يوجد الكفر مع حصول العلم بالكفر ، وذلك جمع بين الضدين ، وإن وجب لزمك ما أوردته علينا . واعلم أن الكلام وإن كان قويا حسنا إلا أنه إذا توجه عليه النقض الذي لا محيص عنه ، فكيف يرضى العاقل بأن يعول عليه ؟