أما قوله سبحانه وتعالى : ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : في التوبة وجهان :
أحدهما : أن تكاليف الله تعالى في كل باب لا يقدر العبد الضعيف على مراعاتها وإن ضبط نفسه واجتهد ، ولا ينفك من تقصير يقع منه ، فلذلك وصى المؤمنين جميعا بالتوبة والاستغفار وتأميل الفلاح إذا تابوا واستغفروا .
والثاني : قال رضي الله عنهما توبوا مما كنتم تفعلونه في الجاهلية لعلكم تسعدون في الدنيا والآخرة ، فإن قيل قد صحت التوبة بالإسلام والإسلام يجب ما قبله فما معنى هذه التوبة ؟ قلنا قال بعض العلماء إن ابن عباس ، لأنه يلزمه أن يستمر على ندمه إلى أن يلقى ربه . من أذنب ذنبا ثم تاب عنه لزمه كلما ذكره أن يجدد عنه التوبة
المسألة الثانية : قرئ ( أيه المؤمنون ) بضم الهاء ، ووجهه أنها كانت مفتوحة لوقوعها قبل الألف ، فلما سقطت الألف لالتقاء الساكينن اتبعت حركتها حركة ما قبلها والله أعلم .
المسألة الثالثة : تفسير " لعل " قد تقدم في سورة البقرة في قوله : ( اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) والله أعلم .