الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              لقي أبو عمران جماعة من الصحابة وسمع منهم ، منهم أنس بن مالك ، وجندب بن عبد الله ، وعائذ بن عمرو ، وأبو برزة رضي الله تعالى عنهم .

              فمن مسانيد حديثه ما :

              حدثناه أبو إسحاق بن حمزة ، قال : ثنا حامد بن شعيب ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، قال : ثنا خالد بن الحارث . وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، قال : سمعت أنس بن مالك يحدث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال خالد في حديثه يرفعه يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله تعالى يقول لأهون أهل النار عذابا : لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ قال : نعم ، قال : فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا أن تشرك .

              هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ، عن قيس بن حفص الدارمي ، عن خالد بن الحارث ، وأخرجه مسلم ، عن بندار ، عن غندر ، وعبيد الله بن معاذ ، عن أبيه .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا عفان ، وحدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ومحمد بن محمد وعلي بن هارون ، قالوا : حدثنا موسى بن هارون ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا ثابت وأبو عمران الجوني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من النار ، قال أبو عمران : أربعة ، وقال ثابت : رجلان ، فيعرضون على ربهم فيؤمر بهم إلى النار ، فيلتفت أحدهم فيقول : يا رب وقد كنت أرجو إذا أخرجتني منها ألا تعيدني فيها ، فينجيهم الله تعالى منها .

              هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن هدبة ، عن حماد . وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، عن عفان ، عن حماد .

              [ ص: 316 ] حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا خلف بن عمرو العكبري . وحدثنا سهل بن عبد الله التستري ، قالا : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي ; فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطير ، فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر ، وسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين ، وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست ، فالتفت إلى جبريل ، فإذا هو حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله تعالى علي ، ففتح لي باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم ولط دوني الحجاب ، رفرفها الدر والياقوت ، فأوحى الله تعالى إلي ما شاء أن يوحي " .

              غريب لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران ، عن أنس تفرد به عنه الحارث بن عبيد أبو قدامة .

              حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ، قال : ثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : ثنا الحكم بن أسلم ، قال : ثنا معتمر بن سليمان التيمي ، عن أبيه أبي عمران الجوني ، عن جندب بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث : أن رجلا قال : والله لا يغفر الله لفلان ، وإن الله سبحانه وتعالى قال : من الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك . أو كما قال .

              هذا حديث ثابت حدث به التابعي ، عن التابعي ، سليمان ، عن أبي عمران ، ورواه حماد بن سلمة ، عن أبي عمران موقوفا وتفرد سليمان برفعه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة . وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : ثنا الحسن بن سفيان ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، قال : ثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما من فضة ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما من ذهب ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء [ ص: 317 ] الكبرياء على وجهه في جنة عدن . لفظ العمي ، وقال الحارث : جنان الفردوس أربع : ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما " .

              هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم جميعا من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، حدث به مسلم ، عن إسحاق ، عن عبد العزيز . والبخاري ، عن جماعة من أصحاب عبد العزيز .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي . وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي ، قال : ثنا أبو حصين الواعي ، قال : ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال :ثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، عن أبي موسى الأشعري ، سمعته يقول بحضرة العدو : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف . فقام إليه رجل من القوم رث الهيئة فقال له : يا أبا موسى أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : نعم ، فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلام ، وكسر جفن سيفه ثم مضى فضرب بسيفه حتى قتله العدو .

              هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه ، عن يحيى بن يحيى وقتيبة ، عن جعفر .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : ثنا عتاب بن زيد قال :أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبيد الله ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فبارز رجل من المشركين رجلا من المسلمين فقتله المشرك ، ثم برز له رجل من المسلمين فقتله المشرك ، ثم جاء فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علام تقاتلون ؟ قال : ديننا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن تقوموا لله بحقه ، قال : والله إن هذا لحسن ، آمنت بهذا ، ثم تحول إلى المسلمين فحمل على المشركين فقاتل حتى قتل ، فحمل فوضع موضع صاحبيه اللذين قتلهما قبل ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 318 ] "هؤلاء أشد أهل الجنة تحاببا " .

              هذا حديث غريب رواته أعلام ثقات لم نكتبه من حديث أبي عمران إلا من حديث الإمام عبد الله بن المبارك .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية