حدثنا ، ثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان محمد بن بكار الصيرفي ، ثنا الحجاج بن فروخ الواسطي ، ثنا ، عن ابن جريج عطاء ، عن رضي الله تعالى عنه ، قال : ابن عباس سلمان من غيبة له ، فتلقاه عمر ، فقال : أرضاك لله تعالى عبدا ، قال : فزوجني ، قال : فسكت عنه ، فقال : أترضاني لله عبدا ولا ترضاني لنفسك ؟ فلما أصبح أتاه قوم عمر ، فقال : حاجة ؟ قالوا : نعم ، قال : وما هي ؟ إذا تقضى ؟ قالوا : تضرب عن هذا الأمر - يعنون خطبته إلى عمر - فقال : أما والله ما حملني على هذا إمرته ، ولا سلطانه ، ولكن قلت رجل صالح عسى الله أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة ، قال : فتزوج في كندة ، فلما جاء يدخل على أهله إذا البيت منجد ، وإذا فيه نسوة ، [ ص: 187 ] فقال : أتحولت الكعبة في كندة أم هي حمى ؟ أمرني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا تزوج أحدنا أن لا يتخذ من المتاع إلا أثاثا كأثاث المسافر ، ولا يتخذ من النساء إلا ما ينكح أو ينكح ، قال : فقمن النسوة فخرجن فهتكن ما في البيت ، ودخل على أهله ، فقال : يا هذه أتطيعيني أم تعصيني ؟ فقالت : بل أطيع فمرني بما شئت ، فقد نزلت منزلة المطاع . فقال : إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم أمرنا ، ويدعو ويأمرها أن تؤمن ، ففعل وفعلت ، قال : فلما أصبح جلس في مجلس إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلي ، ويأمرها فتصلي خلفه كندة . فقال له رجل : يا أبا عبد الله كيف أصبحت ؟ كيف رأيت أهلك ؟ فسكت عنه ، فعاد ، فسكت عنه ، ثم قال : ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب والحيطان ، إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أو سكت عنه . قدم