633 - ممشاد الدينوري
ومنهم الدينوري ممشاد ، حارس همته العالية ، وغارس خطراته الآتية .
سمعت أبي يقول - وكان قد لقيه وشاهده - قال : سمعته يقول : ، فمن صلحت له همته ، وصدق فيها ، صلح له ما وراءها من الأعمال والأحوال ، وكان يقول : أحسن الناس حالا من أسقط عن نفسه رؤية الخلق ، وكان صافي الخلوات لسره راعيا ، واعتمد في جميع أموره على من كان له كافيا واثقا بضمانه ، وكان يقول : لو جمعت حكمة الأولين والآخرين ، وادعيت أحوال السادة من الأولياء والصادقين لن تصل إلى درجات العارفين حتى يسكن سرك إلى الله ، وتثق به فيما ضمن لك ، وكان يقول : ما أقبح الغفلة [ ص: 354 ] عن طاعة من لا يغفل عن برك ، وما أقبح الهمة مقدمة الأشياء . الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك