ومنهم أبو عبد الله المغربي ، وكان من المعمرين ، صحب علي بن رزين ، قيل إنه توفي عن مائة وعشرين سنة وقبره بجبل طور سيناء ، عند قبر أستاذه علي بن رزين ، كان من المحققين له النكت الوثيقة والاستغاثة على الطريقة .
سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن دينار الدينوري - بمكة - يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان ، يقول : سمعت أبا عبد الله المغربي ، يقول : " : قوم ضن بهم عن البلاء لكيلا يستغرق البلاء صبرهم فيكرهون حكمه ويكون في صدورهم حرج من قضائه ، وقوم ضن بهم عن مجاورة العصاة لتسلم صدورهم للعالم فيستريحون ولا يغتمون ، وقوم صب عليهم البلاء صبا فصبرهم ورضاهم ، فازدادوا بذلك له حبا ورضى بحكمه ، وله عباد منحهم نعما تجدد عليهم وأسبغ عليهم باطن العلم وظاهره وأحمل ذكرهم ، وكان يقول : أهل الخصوص مع الله على ثلاث منازل عمارة الأوقات في الموافقات ، وكان يقول : الفقير الذي لا يرجع إلى مستند في الكون غير الالتجاء إلى من إليه فقره ليغنيه بالاستغناء به كما عززه بالافتقار إليه ، وقال : أعظم الناس ذلا فقير داهن غنيا أو تواضع له ، أفضل الأعمال غني تذلل لفقير أو حفظ حرمته ، وقال : الراضون بالفقر هم أمناء الله في أرضه وحجته على عباده ، بهم يدفع البلاء عن الخلق " . وأعظم الخلق عزا
وأنشدني محمد بن الحسين قال : أنشدني الورثاني لأبي عبد الله المغربي :
يا من يعد الوصال ذنبا كيف اعتذاري من الذنوب إن كان ذنبي إليك حبي
فإني منه لا أتوب