ومنهم المنفلت من القيد ، المتصيد للصيد ، . كان عابدا زاهدا ، وواعظا عن المحاذر زائدا ، وللقاصد المبادر رائدا . عبد الواحد بن زيد
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خلاد ، ثنا ، قال : قال لي أحمد بن أبي الحواري أبو سليمان الداراني : الفالج ، فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء عبد الواحد بن زيد ، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق ، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج . أصاب
حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري سباع أبو محمد الموصلي ، ثنا . قال : يا معشر إخواني ، عبد الواحد بن زيد . عليكم بالخبز والملح ، فإنه يذيب شحم الكلى ، ويزيد في اليقين
حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : قال : مررت براهب في صومعته ، فقلت لأصحابي : قفوا ، قال : فكلمته فقلت : يا راهب ، فكشف سترا على باب صومعته ، فقال : يا عبد الواحد بن زيد ، إن أحببت أن تعلم عبد الواحد بن زيد فاجعل بينك وبين الشهوات حائطا من حديد ، قال : وأرخى الستر . علم اليقين
حدثنا إسحاق ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، حدثني أحمد بن غسان ، عن أحمد الهجيمي . قال : قيل : يا لعبد الواحد بن زيد أبا عبيدة ما تقول في ؟ قال : [ ص: 156 ] الذي أحب الخروج أفضل . قال : فقيل له : أثم منزلة ثالثة ؟ فقال : لا أعرفها ، قيل له : بلى ، قال : لا البقاء ليطيع أحب إليه ولا يحب الخروج شوقا إليه ، إنما أحبه إليه ، إن أبقاه أحب ذلك ، وإن أماته أحب ذلك . رجلين : أحدهما أحب البقاء ليميل ، والآخر أحب الخروج شوقا ، أيهما أفضل
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن إدريس ، ثنا زهير بن عباد ، عن السري بن حسان ، قال : قال : عبد الواحد بن زيد ، وجنة الدنيا ، ومستراح العابدين . الرضا باب الله الأعظم
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، ثنا عبد الرحيم بن يحيى ، ثنا عثمان بن عمارة ، عن . قال : خرجت أنا عبد الواحد بن زيد وفرقد السبخي ، ومحمد بن واسع ، ، نزور أخا لنا ومالك بن دينار بأرض فارس ، فلما جاوزنا زامهرير إذا نحن بضوء في سفح جبل ، فنزعنا نحوه ، فإذا نحن برجل مجذوم يقطر قيحا ودما . فقال له بعضنا : يا هذا لو دخلت هذه المدينة فتداويت وتعالجت من بلائك هذا ، فرفع طرفه إلى السماء فقال : . إلهي أتيت بهؤلاء ليسخطوني عليك ، لك الكرامة والعتبى بأن لا أخالفك أبدا
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري أبو علي الأزدي ، عن . قال : خرجت أنا عبد الواحد بن زيد ومحمد بن واسع ، نحو ومالك بن دينار بيت المقدس ، فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا مناديا ينادي من تلك الرمال : يا محفوظ ، يا مستور ، اعقل في ستر من أنت ، فإن كنت لا تعقل ، وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة ، وانظر أين تضع رجلك . فاحذر الدنيا
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا ابن إدريس ، ثنا عبد الله بن عبيد ، عن مضر القارئ . قال : سمعت ، يقول : عبد الواحد بن زيد ، فيا من أحل الصادقين دار الكرامة ، وأورث الباطلين منازل الندامة ، اجعلني ومن حضرني من أفضل أوليائك زلفى ، وأعظمهم منزلة وقربة ؛ تفضلا منك علي وعلى إخواني يوم تجزي الصادقين بصدقهم جنات قطوفها [ ص: 157 ] دانية متدلية عليهم ثمرها . وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحا دون لقائك ، والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك في دار كرامتك
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أحمد بن معدان ، ثنا أحمد بن غالب ، ثنا محمد بن عبد الله ، عن ، قال : عبد الواحد بن زيد ، من قوي على بطنه قوي على دينه ، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قبل بطنه ، فذاك رجل في العابدين أعمى . ومن قوي على بطنه قوي على الأخلاق الصالحة
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عمار بن عثمان ، حدثني مسمع بن عاصم . قال : شهدت عاد مريضا من إخوانه ، فقال : ما تشتهي ؟ قال : الجنة ، قال : فعلام تأس من الدنيا إذا كانت هذه شهوتك ؟ قال : عبد الواحد بن زيد ، قال آسى والله على مجالس الذكر ومذاكرة الرجال بتعداد نعم الله عبد الواحد : هذا والله خير الدنيا ، وبه يدرك خير الآخرة .
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عمار بن عثمان ، حدثني حصين بن القاسم ، قال : سمعت ، يقول : طريق بين القلبين منخرقة لا يحجز المار فيها شيء ، عبد الواحد بن زيد كما خرجت من قلب الواعظ لا يغيرها شيء . خروج الموعظة من قلب المتكلم تقع في قلب المستمع
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، عن مضر القارئ ، ثنا ، قال : عبد الواحد بن زيد الحسن كثرة الذنوب ، قال : اجعل بينك وبينها البحر . قال : وسمعت كان الرجل إذا اشتكى إلى الحسن يقول : إن لكل طريق مختصرا . ومختصر طريق الجنة الجهاد
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا عبيد الله بن محمد ، ثنا معاذ بن زياد ، قال : سمعت ، غير مرة يقول : عبد الواحد بن زيد البصرة من الأموال والثمرة بفلسين . ما يسرني أن لي جميع ما حوت عليه
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أبو الحسن الواعظ البغدادي ، قال : ذكر لي عن ، قال : قال أحمد بن أبي الحواري أبو سليمان : ذكر لي عن ، قال : نمت عن وردي ليلة ، فإذا أنا عبد الواحد بن زيد وفي رجلها نعلان تقدس بأطراف أزمتها ، فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان ، وهى تقول : يا بجارية ، لم أر أحسن وجها منها عليها ثياب [ ص: 158 ] حرير خضر ابن زيد جد في طلبي فإني في طلبك ، ثم جعلت تقول برخيم صوتها :
من يشتريني ومن يكن سكني يأمن في ربحه من الغبن
فقلت : يا جارية ، ما ثمنك ؟ فأنشأت تقول :
تودد الله مع محبته وطول شكر يشاب بالحزن
فقلت : لمن أنت يا جارية ؟ فقالت :
لمالك لا يرد لي ثمنا من خاطب قد أتاه بالثمن
فانتبه وآلى على نفسه أن لا ينام بالليل .
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد ، ثنا عمر بن محمد بن يوسف ، قال : سمعت أبا جعفر الصفار ، يقول : سمعت الفيض بن إسحاق الرقي ، يقول : سمعت ، يقول : قال الفضيل بن عياض : سألت الله ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة ، فرأيت كأن قائلا يقول لي : يا عبد الواحد بن زيد عبد الواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء ، فقلت : وأين هي ؟ فقال : في آل بني فلان بالكوفة ، قال : فخرجت إلى الكوفة فسألت عنها ، فقيل هي مجنونة بين ظهرانينا ترعى غنيمات لنا ، فقلت : أريد أن أراها ، قالوا : اخرج إلى الخان فخرجت فإذا هي قائمة تصلي ، وإذا بين يديها عكازة لها ، فإذا عليها جبة من صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشترى ، وإذا الغنم مع الذئاب لا الذئاب تأكل الغنم ولا الغنم تفزع من الذئاب . فلما رأتني أوجزت في صلاتها ، ثم قالت : ارجع يا ابن زيد ليس الموعد ههنا ، إنما الموعد ثم ، فقلت لها : رحمك الله وما يعلمك أني ابن زيد ، فقالت : أما علمت أن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ؟ فقلت لها : عظيني ، فقالت : واعجبا لواعظ يوعظ ! ثم قالت : يا ابن زيد إنك لو وضعت معاير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها : يا ابن زيد إنه بلغني ، ويبدله بعد القرب [ ص: 159 ] البعد ، وبعد الأنس الوحشة ، ثم أنشأت تقول : ما من عبد أعطي من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلا سلبه الله حب الخلوة معه
يا واعظا قام لاحتساب يزجر قوما عن الذنوب
تنهى وأنت السقيم حقا هذا من المنكر العجيب
لو كنت أصلحت قبل هذا غيك أو تبت من قريب
كان لما قلت يا حبيبي موقع صدق من القلوب
تنهى عن الغي والتمادي وأنت في النهي كالمريب
حدثنا الوليد بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن النضر ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ، ثنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا حكيم بن جعفر ، حدثني الحارث بن عبيد . قال : كان يجلس إلى جنبي عند عبد الواحد بن زيد ، مالك بن دينار مالك ؛ لكثرة بكاء عبد الواحد . فكنت لا أفهم كثيرا من موعظة
حدثنا الوليد ، ومحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، ثنا محمد بن يحيى بن بسطام ، ثنا حاتم بن سليمان الطائي . قال : في جنازة عبد الواحد بن زيد حوشب ، فلما دفن قال رحمك الله يا أبا بشر ، فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم ، رحمك الله يا شهدت أبا بشر ، فلقد كنت من الموت جزعا ، أما والله ! لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك هذا . قال : ثم شمر بعد واجتهد .
حدثنا الوليد ، ومحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عمار بن عثمان الحلبي ، ثنا حصين بن القاسم الوزان . قال : وهو يعظ ؛ فناداه رجل من ناحية المسجد : كف عنا يا عبد الواحد بن زيد أبا عبيدة ، فقد كشفت قناع قلبي . قال : فلم يلتفت كنا عند عبد الواحد إلى ذلك ومر في الموعظة ، فلم يزل الرجل يقول : كف عنا يا أبا عبيدة فقد كشفت قناع قلبي ، وعبد الواحد لا يقطع موعظته حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت ، ثم خرجت نفسه ، ثم [ ص: 160 ] مات ، فقال : أنا والله شهدت جنازته يومئذ ، فما رأيت بالبصرة يوما أكثر باكيا من يومئذ .
حدثنا الوليد ، ومحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، ثنا محمد ، ثنا عمار بن عثمان الحلبي ، ثنا حصين الوزان . قال : كان ابن متعبد ، وكان مع ذلك قد كفاه جميع أمره وحوائجه ، قال فمات الفتى فوجد به لعبد الواحد بن زيد عبد الواحد وجدا شديدا ، قال : فذكره ذات يوم فدمعت عيناه ، فقال : لقد نغص علي الحياة بعده . قال : ثم رجع . وقال : ؟ هل الحياة إلا متنغصة
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو صالح عبد الرحمن بن أحمد ، ثنا عبد الله بن سعد ، ثنا ابن عائشة ، ثنا إسماعيل بن ذكوان . قال : قال : عبد الواحد بن زيد ، فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات ، فإنهم لا يرفثون في مجالسهم . جالسوا أهل الدين
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، قال : أخبرني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن راشد ، عن مضر أبي سعيد ، عن ، قال : قلت عبد الواحد بن زيد لزياد النميري : ما ؟ قال : إجلال الله عند مقام السوءات ، قلت : فما منتهى الرجاء ؟ قال : تأمل الله على كل الحالات . منتهى الخوف
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، قال : حدثت عن محمد ، حدثني روح بن سلمة الوراق ، حدثني مسلم العباداني . قال : قدم علينا مرة ، صالح المري وعبد الواحد بن زيد وعتبة الغلام وسلمة الأسواري ، فنزلوا على الساحل قال : فهيأت لهم ذات ليلة طعاما فدعوتهم إليه ، فجاءوا فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة ، وهو على ساحل البحر مارا رافعا صوته يقول :
ولذة نفس غيها غير نافع وتلهيك عن دار الخلود مطاعم
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني محمد بن الحسن ، [ ص: 161 ] حدثني مالك بن ضيغم ، قال : سمعت بكر بن معاذ ، يقول : سمعت ، يقول : يا إخوتاه ، ألا تبكون خوفا من النيران ، ألا وإنه عبد الواحد بن زيد : يا إخوتاه ، ألا تبكون خوفا من من بكى خوفا من النار أعاذه الله - تعالى - منها : يا إخوتاه ، ألا تبكون ؟ بلى ! فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير القدماء والأصحاب ؛ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، قال : ثم جعل يبكي حتى غشي عليه . شدة العطش يوم القيامة
حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عمار بن عثمان ، قال : سمعت حصين بن القاسم الوزان . يقول : على عبد الواحد بن زيد أهل البصرة لوسعهم ، فإذا أقبل سواد الليل نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمر ، ثم يقوم إلى محرابه فكأنه رجل مخاطب . لو قسم بث
حدثنا أبي ، ومحمد بن أحمد ، قالا : ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني حكيم بن جعفر ، ثنا حيان الأسود ، حدثني . قال : عبد الواحد بن زيد ، قال : فقمت عليها من الليل فأجهدت وجعا ، فجلست ، ثم لففت إزاري في محرابي ، ووضعت رأسي عليه فنمت ، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا حسنا ، تخطر بين جوار مزينات حتى وقفت علي ، وهن من خلفها ، فقالت لبعضهن : ارفعنه ولا تهجنه ، قال : فأقبلن نحوي فاحتملنني عن الأرض ، وأنا أنظر إليهن في منامي ، ثم قالت لغيرهن من الجواري اللاتي معها : افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه ، قال : ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهن في الدنيا مثلا ، ووضعن تحت رأسي مرافق خضرا حسانا ، ثم قالت للائي حملنني : اجعلنه على الفرش رويدا لا تهجنه ، قال : فجعلت على تلك الفرش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني ، ثم قالت : احففنه بالريحان ، قال فأتي بياسمين فحفت به الفرش ، ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجدها في ساقي ، فمسحت ذلك المكان بيدها ، ثم قالت : قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور ، قال فاستيقظت والله وكأني قد أنشطت من عقال ، فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك ، [ ص: 162 ] ولا ذهب حلاوة منطقها من قلبي - : قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور . أصابتني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ح . وحدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، قالا : ثنا عبد الله بن عمرو بن جبلة ، حدثني أبو عاصم العباداني ، حدثني ، قال : كنا في غزاة لنا ونحن في العسكر الأعظم ؛ فنزلنا منزلا فنام أصحابي وقمت أقرأ جزئي ، قال : فجعلت عيناي تغالباني وأغالبهما حتى استتممت جزئي ، فلما فرغت وأخذت مضجعي ، قلت : لو كنت نمت كما نام أصحابي كان أروح لبدني ، فإذا أصبحت قرأت جزئي ، قال : فقلت هذه المقالة في نفسي ، والله ما حركت بها شفتاي ، ولا سمعها أحد من الناس مني . قال : ثم نمت فرأيت في منامي ، كأني أرى شابا جميلا قد وقف علي وبيده ورقة بيضاء كأنها الفضة ، فقلت : يا فتى ، ما هذه الورقة التي أراها بيدك ؟ قال : فدفعها إلي فنظرت فإذا فيها مكتوب : عبد الواحد بن زيد
ينام من شاء على غفلة والنوم كالموت فلا تتكل
تنقطع الأعمال فيه كما تنقطع الدنيا عن المنتقل
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عمار بن عثمان الحلبي ، ثنا سوار الغنوي . قال : سمعت ، يقول : عبد الواحد بن زيد لا فرقة بينهما . الإجابة مقرونة بالإخلاص
حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني محمد ، ثنا عمار ، حدثني حصين بن القاسم الوزان . قال : قال : ما للعاملين والبطنة ؟ إنما عبد الواحد بن زيد . قال : وسمعته يقول يوما : عاهدت الله عهدا لا أحنث بعهدي عنده أبدا ، قلت : ما هو يا العامل تجزيه العلقة التي تقوم برمقه أبا عبيدة ؟ قال : أقصر يا حصين . [ ص: 163 ] قلت : أو ما تؤمل في إخبارك إياي خيرا من قدوة ؟ قال : بلى ، قلت : فأخبرني قال : ، قال عاهدته أن لا يراني نهارا طاعما أبدا حتى ألقاه حصين : فإن كان ليشتد به المرض فيجتهد به إخوانه أن ينال شيئا ، فيأبى ذلك حتى قضي عليه رحمه الله .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني سعيد بن خلف بن يزيد القسام ، قال : سمعت مضر القارئ . قال : قال لي : عبد الواحد بن زيد ، ولا أعلم درجة أرفع ولا أشرف من الرضا ، وهي رأس المحبة . ما أحسب شيئا من الأعمال يتقدم الصبر إلا الرضا
حدثنا أبو محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا ، عن ابن السماك . قال : كان يقال : عبد الواحد بن زيد . من عمل بما علم ؛ فتح الله له ما لا يعلم
حدثنا أبو محمد ، ثنا أحمد بن روح ، ثنا أحمد بن غالب ، ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ، قال : الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة عبد الواحد بن زيد . صلى
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا علي بن أبي مريم ، عن محمد بن الحسين ، حدثني حكيم بن جعفر ، قال : سمعت مسمع بن عاصم . قال : قال : عبد الواحد بن زيد ، من نوى الصبر على طاعة الله صبره الله عليها وقواه لها ، قال : وقال لي : يا ومن نوى الصبر عن معاصي الله أعانه الله على ذلك وعصمه منها سيار ، أتراك تصير لمحبته عن هواك فيخيب صبرك ؟ لقد أساء بسيده الظن من ظن به هذا وشبهه ، قال : ثم بكى عبد الواحد حتى خفت أن يغشى عليه ، ثم قال : بأبي أنت يا مسبغ نعمة غادية ورائحة على أهل معصيته ، فكيف ييأس من رحمته أهل محبته .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عمر بن بحر ، قال سمعت ، ثنا أحمد بن أبي الحواري عبد الله التياحي . قال : قيل : إن لعبد الواحد بن زيد بالبصرة رجلا يصلي ويصوم منذ خمسين سنة ، وهل قنعت منه بعد ؟ قال : لا ، قال : فهل رضيت عنه ؟ قال : لا ، قال : فهل أنست به بعد ؟ قال : لا ، قال : فإنما ؟ قال : نعم ، قال : لولا أني أستحي منك لأعلمتك أن عملك مدخول . ثوابك من عملك [ ص: 164 ] التزيد في الصوم والصلاة
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا داود بن المحبر ، عن ، عن عبد الواحد بن زيد الحسن ، قال : . السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم