فصل
ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا [ ص: 500 ] كانوا معكم إن ) ، فهذه المعية هي بقلوبهم وهممهم ، لا كما يظنه طائفة من الجهال أنهم معهم بأبدانهم ، فهذا محال ; لأنهم قالوا له : وهم بالمدينة ؟ قال : ( وهم بالمدينة حبسهم العذر ) وكانوا معه بأرواحهم وبدار الهجرة بأشباحهم ، وهذا من الجهاد بالقلب ، وهو أحد مراتبه الأربع ، وهي : القلب واللسان والمال والبدن ، وفي الحديث : ( ) جاهدوا المشركين بألسنتكم وقلوبكم وأموالكم