[ ص: 103 ] باب الهمزة والسين وما يثلثهما

( أسف ) الهمزة والسين والفاء أصل واحد يدل على الفوت والتلهف وما أشبه ذلك . يقال : أسف على الشيء يأسف أسفا مثل تلهف . والأسف الغضبان ، قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ، وقال الأعشى :

أرى رجلا منهم أسيفا كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا

فيقال : هو الغضبان . ويقال : إن الأسافة الأرض التي لا تنبت شيئا; وهذا هو القياس ، لأن النبات قد فاتها . وكذلك الجمل الأسيف ، وهو الذي لا يكاد يسمن . وأما التابع وتسميتهم إياه أسيفا فليس من الباب ، لأن الهمزة منقلبة من عين ، وقد ذكر في بابه .

[ ص: 103 ] بَابُ الْهَمْزَةِ وَالسِّينِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا

( أَسَفَ ) الْهَمْزَةُ وَالسِّينُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْفَوْتِ وَالتَّلَهُّفِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ . يُقَالُ : أَسِفَ عَلَى الشَّيْءِ يَأْسَفُ أسَفًا مِثْلَ تَلَهَّفَ . وَالْأَسِفُ الْغَضْبَانُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ، وَقَالَ الْأَعْشَى :

أَرَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفًا كَأَنَّمَا يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبًا

فَيُقَالُ : هُوَ الْغَضْبَانُ . وَيُقَالُ : إِنَّ الْأَُسَافَةَ الْأَرْضُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا; وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ ، لِأَنَّ النَّبَاتَ قَدْ فَاتَهَا . وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ الْأَسِيفُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَكَادُ يَسْمَنُ . وَأَمَّا التَّابِعُ وَتَسْمِيَتُهُمْ إِيَّاهُ أَسِيفًا فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ ، لِأَنَّ الْهَمْزَةَ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ عَيْنٍ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ .