فالأول العسب ، قالوا : هو طرق الفرس وغيره . ثم حمل على ذلك حتى سمي الكراء الذي يؤخذ على العسب . وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - . فالعسب : الكراء الذي يؤخذ على العسب ، سمي باسمه للمجاورة . وقال نهى عن عسب الفحل زهير :
ولولا عسبه لرددتموه وشر منيحة فحل معار
ومنه قول كثير :
يغادرن عسب الوالقي وناصح تخص به أم الطريق عيالها
يصف خيلا وأنها أزلقت ما في بطونها من أولادها تعبا .
[ ص: 318 ] والآخر عسيب الذنب ، وهو العظم فيه منبت الشعر . وشبه [ به ] عسيب النخلة . وهي الجريدة المستقيمة . تشابها من طريقة الامتداد والاستقامة . يقال عسيب وأعسبة وعسب . قال :
يستلها جدول كالسيف منصلت بين الأشاء تسامى حوله العسب
وعسيب الريشة مشبه بعسيب النخلة .
والكلمة الثالثة : اليعسوب ، يعسوب النحل ملكها . قال أبو ذؤيب :
تنمى بها اليعسوب حتى أقرها إلى مألف رحب المباءة عاسل
والجمع يعاسيب . قال :
زرقا أسنتها حمرا مثقفة أطرافهن مقيل لليعاسيب
وزعموا أن اليعسوب : ضرب من الحجل أيضا ، وضرب من الجراد . ومما ليس من هذا الباب عسيب : اسم جبل ، يقول فيه امرؤ القيس :
أجارتنا إن المزار قريب وإني مقيم ما أقام عسيب
[ ص: 319 ]