( عسف ) العين والسين والفاء كلمات تتقارب ليست تدل على خير إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة .
قال الخليل : العسف : ركوب الأمر من غير تدبير ، وركوب مفازة بغير قصد . ومنه التعسف . قال : ذو الرمة
قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظل أخضر يدعو هامه البوم
والعسيف : الأجير ; وما يبعد أن يكون من هذا القياس ; لأن ركوبه في الأمور فيما يعانيه مخالف لصاحب الأمور . وقال أبو دواد :
[ ص: 312 ]
كالعسيف المربوع شل جمالا ما له دون منزل من مبيت
وقد أومأ إلى المعنى ، وأرى أن البيت ليس بالصحيح . ونهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قتل العسفاء ، وهم الأجراء . وحديث آخر : " " . ويقال : إن البعير العاسف هو الذي بالموت ، وهو كالنزع في الإنسان . ومما دل على ما قلناه في أمر العسيف قول إن ابني كان عسيفا على هذا : العسيف : المملوك المستهان به الذي اعتسف ليخدم ، أي قهر . وأنشد : الأصمعي
أطعت النفس في الشهوات حتى أعادتني عسيفا عبد عبد
وعسفان : موضع بالحجاز يقول فيه عنترة :
كأنها حين صدت ما تكلمنا ظبي بعسفان ساجي الطرف مطروف