كتوم طلاع الكف لا دون ملئها ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا
يقول : عجسها على قدر القبضة ، سواء . وقال في المعجس مهلهل :
أنبضوا معجس القسي وأبرق نا كما توعد الفحول الفحولا
ومن الباب : عجاساء الليل : ظلمته ، وذلك في مآخيره; وشبهت بعجاساء الإبل .
قال أهل اللغة : العجاساء من الإبل : العظام المسان . قال الراعي :
إذا بركت منها عجاساء جلة بمحنية أجلى العفاس وبروعا
[ ص: 235 ] العفاس وبروع : ناقتان . وهذا منقاس من الذي ذكرناه من مآخير الشيء ومعظمه . وذلك أن أهل اللغة يقولون : التعجس : التأخر . قالوا : ويمكن أن يكون اشتقاق العجاساء من الإبل منه ، وذلك أنها هي التي تستأخر عن الإبل في المرتع . قالوا : والعجاساء من السحاب : عظامها . وتقول : تعجسني عنك كذا ، أي أخرني عنك . وكل هذا يدل على صحة القياس الذي قسناه .
وقال الدريدي : تعجست الرجل ، إذا أمر أمرا فغيرته عليه . وهذا صحيح لأنه من التعقب ، وذلك لا يكون إلا بعد مضي الأول وإتيان الآخر على ساقته وعند عجزه . وذكروا أن العجيساء : مشية بطيئة . وهو من الباب . ومما يدل على صحة قياسنا في آخر الليل وعجاسائه قول الخليل : العجس : آخر الليل . وأنشد :
وأصحاب صدق قد بعثت بجوشن من الليل لولا حب ظمياء عرسوا
فقاموا يجرون الثياب وخلفهم من الليل عجس كالنعامة أقعس
وذكر أحمد بن يحيى ، عن : أن العجسة آخر ساعة في الليل . فأما قولهم : " ولا آتيك سجيس عجيس " فمن هذا أيضا ، أي لا آتيك آخر الدهر . وحجة هذا قول ابن الأعرابي أبي ذؤيب :
سقى أم عمرو كل آخر ليلة حناتم مزن ماؤهن ثجيج
لم يرد أواخر الليالي دون أوائلها ، لكنه أراد أبدا .
[ ص: 236 ]