قال الخليل : عتق العبد يعتق عتاقا وعتاقة وعتوقا ، وأعتقه صاحبه إعتاقا . قال : عتق فلان بعد استعلاج ، إذا صار رقيق الخلقة بعد ما كان جافيا . ويقال : حلف بالعتاق ، وهو مولى عتاقة . وصار العبد عتيقا . ولا يقال عاتق في موضع عتيق إلا أن تنوي فعله في قابل ، فتقول عاتق غدا . وامرأة عتيقة حرة من الأموة . وامرأة عتيقة أيضا ، أي جميلة كريمة . وفرس عتيق : رائع بين العتق ، وثوب ناعم عتيق . والعتيق أيضا : الكريم من كل شيء . وقد عتق وعتق ، إذا أتى عليه زمن . الأصمعي
قال الخليل : جارية عاتق ، أي شابة أول ما أدركت . قال : إنما سميت عاتقا لأنها عتقت من الصبا وبلغت أن تدرع . قالوا : والجوارح من [ ص: 220 ] الطير عتاق لأنها تصيد ولا تصاد ، فهي أكرم الطير ، وكأنها عتقت أن تصاد ، وذلك كالبازي وما أشبهه . قال ابن الأعرابي لبيد :
فانتضلنا وابن سلمى قاعد كعتيق الطير يغضي ويجل
قال أبو عبيد : أعتقت المال فعتق ، أي أصلحته فصلح . ويقال : عتقت الفرس ، إذا سبقت .قال : وكنت بالمربد فأجري فرسان ، فقال أعرابي : هذا أوان عتقت الشقراء ، أي سبقت . ويقال : فلان معتاق الوسيقة ، إذا طرد طريدة أنجاها وسلم بها . ويقال : ما أبين العتق في وجه فلان ، أي الكرم . الأصمعي
قال الخليل : البيت العتيق : الكعبة ، لأنه أول بيت وضع للناس . قال الله - تعالى - : وليطوفوا بالبيت العتيق . ويقال : سمي بذلك لأنه أعتق من الغرق أيام الطوفان فرفع . ويقال أعتق من الحبشة عام الفيل ويقال : أعتق من أن يدعيه أحد فهو بيت الله - تعالى .
قال أبو عبيدة : من أمثالهم : " لولا عتقه لقد بلى " ، يقال ذلك للرجل إذا ثبت ودام . وقال الخليل : العاتق من الطير فوق الناهض . وقال : يقال أخذ فرخ قطاة عاتقا ، إذا استقل وطار . ونرى أنه من عتقت الفرس . الأصمعي
قال أبو حاتم : طير عاتق ، إذا كان فوق الناهض ، لأنه قد خرج عن حد [ ص: 221 ] الزق . فأما العاتق من الزقاق فهو الواسع الجيد ، وهذا على معنى التشبيه بالشيء الكريم . قال لبيد :
أغلي السباء بكل أدكن عاتق أو جونة قدحت وفض ختامها
وقال الخليل : شراب عاتق ، أي عتيق . قال أبو زبيد :
لا تبعدن إداوة مطروحة كانت زمانا للشراب العاتق
وسبيئة مما تعتق بابل كدم الذبيح سلبتها جريالها
قال بعضهم : العاتق في وصف الخمر التي لم تفض ولم تبزل ، ذهب إلى الجارية العاتق التي لم تبن عن أبويها . ويقال : بل الخمر العاتق من القدم ، وكل شيء تقادم فهو عاتق وعتيق . قال : كل شيء بلغ إناه فقد عتق ، وسمي العبد عتيقا لأنه بلغ غايته . فأما قول ابن الأعرابي عنترة :
كذب العتيق وماء شن بارد إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي
ومن القدم الذي ذكرناه قولهم : عتقت عليه يمين ، أي قدمت ووجبت . قال :
علي ألية عتقت قديما فليس لها وإن طلبت مرام
ويقال لكل كريم عتيق .
ومما شذ عن هذا الأصل : عاتقا الإنسان ، وهما ما بين المنكبين والعنق ، والجمع العواتق . ويقال العاتق يذكر ويؤنث . وقال : يقال فلان أميل العاتق إذا كان موضع الرداء منه معوجا . وقال في تأنيث العاتق : الأصمعي
لا صلح بيني فاعلموه ولا بينكم ما حملت عاتقي
سيفي وما كنا بنجد وما قرقر قمر الواد بالشاهق
قال ابن الأعرابي : العاتق : القوس التي تغير لونها واسودت ، وهذا أيضا من القدم راجع إلى الباب الأول .