فالأول العير ، وهو العظم الناتئ وسط الكتف ، والجمع عيورة . وعير النصل : حرف في وسطه كأنه شظية . وقال :
فصادف سهمه أحجار قف كسرن العير منه والغرارا
والغرار : الحد . والعير في القدم : العظم الناتئ في ظهر القدم . وحكي عن الخليل : العير : سيد القوم . وهذا إن كان صحيحا فهو القياس ، وذلك أنه أرفعهم منزلة وأنتأ . قال : ولو رأيت في صخرة نتوءا ، أي حرفا ناتئا خلقة ، كان ذلك عيرا .
والأصل الآخر العير : الحمار الوحشي والأهلي ، والجمع الأعيار والمعيوراء . وإنما سمي عيرا لتردده ومجيئه وذهابه . قال الخليل : وكلمات جاءت في الجمع عن العرب [ ص: 192 ] في مفعولاء : المعيوراء ، والمعلوجاء ، والمشيوخاء . قال : ويقولون مشيخة على مفعلة . ولم يقولوا مثله في شيء من الجمع . ومما جاء من الأمثال في العير : " إذا ذهب عير فعير في الرباط " . وإنسان العين عير ، يسمى لما قلناه من مجيئه وذهابه واضطرابه . وقال الخليل : في أمثالهم : " جاء فلان قبل عير وما جرى " يريدون به السرعة ، أي قبل لحظ العين . وأنشد لتأبط شرا :
ونار قد حضأت بعيد هدء بدار ما أريد بها مقاما
سوى تحليل راحلة وعير أغالبه مخافة أن يناما
وقال الحارث بن حلزة :
زعموا أن كل من ضرب العي ر موال لنا وأنى الولاء
أي أن كل من طرف جفن [ له ] على عير ، وهو إنسان العين . والعيار : فعل الفرس العائر . يقال : عار يعير ، وهو ذهابه كأنه متفلت من صاحبه يتردد . وقصيدة عائرة : سائرة . وما قالت العرب بيتا أعير من قوله :
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
يعني بيتا أسير .