فالأولى : العوض ، والفعل منه العوض ، قال الخليل : عاض يعوض عوضا وعياضا ، والاسم العوض ، والمستعمل التعويض ، تقول : عوضته من هبته خيرا . واعتاضني فلان ، إذا جاء طالبا للعوض والصلة . واستعاضني ، إذا سألك العوض . وقال رؤبة :
نعم الفتى ومرغب المعتاض والله يجزي القرض بالإقراض
وتقول : اعتضت مما أعطيت فلانا وعضت ، أصبت عوضا . وقال :
يا ليل أسقاك البريق الوامض هل لك والعارض منك عائض
في مائة يسئر منها القابض
[ ص: 189 ] ومعناه أنه خطبها على مائة من الإبل ثم قال لها : وأنا آخذك فأنا عائض ، قد عضت ، أي صار الفضل لي والعوض بأخذيك .
والكلمة الأخرى : قولهم عوض ، واختلف فيها ، فقال قوم هي كلمة قسم . وذكر عن الخليل أنه قال : هو الدهر والزمان . يقول الرجل لصاحبه : عوض لا يكون ذلك ، أي أبدا . ثم قال الخليل : لو كان عوض اسما للزمان لجرى بالتنوين ، ولكنه حرف يراد بها القسم ، كما أن أجل ونعم ونحوهما لما لم يتمكن حمل على غير الإعراب . وقال الأعشى :
رضيعي لبان ثدي أم تقاسما بأسحم داج عوض لا نتفرق
والله أعلم بالصواب