قال الخليل : العاهن : المال الذي يتروح على أهله ، وهو العتيد الحاضر . يقال : أعطاه من عاهن ماله . وأنشد :
[ ص: 176 ]
فقتل بقتلانا وسبي بسبينا ومال بمال عاهن لم يفرق
قال الشيباني : العاهن : العاجل : يقال : ما أعهن ما أتاك . قال : ويقولون : أبعاهن بعت أم بدين . قال : يقال عاهن ، إذا كان في يدك تقدر عليه ، وقد عهن يعهن عهونا ، وأنشد للشاعر : ابن الأعرابيديار ابنة الضمري إذ وصل حبلها متين وإذ معروفها لك عاهن
ومن هذا الباب : قضيب عاهن ، أي متكسر منهصر . ويقال : في القضيب عهنة ، وذلك انكسار من غير بينونة إذا نظرت إليه حسبته صحيحا ، وإذا هززته انثنى . ويقال للفقير : عاهن من ذلك . وربما قالوا عهنت القضيب أعهنه عهنا . فأما الذي يحكى عن أبي الجراح أنه قال : عهنت عواهن النخل ، إذا يبست تعهن عهونا ، فغلط ، لأن القياس بخلاف ذلك . قال : عواهن النخل : ما يلي قلب النخلة من الجريد . وهذا أصح من الأول وروي عن النبي - عليه الصلاة والسلام - [ أنه ] قال لبعض أصحابه : ابن الأعرابي ائتني بسعف واجتنب العواهن [ ص: 177 ] ; لأنها رطبة . قال بعض أهل اللغة : أهل الحجاز يسمون السعفات التي تلي القلبة : العواهن; لأنها رطبة لم تشتد . فأما قولهم إن العاهن : الحابس ، وإنشادهم للنابغة :
أقول لها لما ونت وتخاذلت أجدي فما دون الجبا لك عاهن
فهو عندنا غلط ، وإنما معناه على موضوع القياس الذي قسناه ، أن ما دون الجبا ممكن غير ممنوع ، أي السبيل إليه سهل . ويكون " ما " في معنى اسم .
ومن الباب إن كان صحيحا ما رواه ، أن العواهن : عروق في رحم الناقة . وأنشد ابن السكيت لابن الرقاع :
أوكت عليها مضيقا من عواهنها كما تضمن كشح الحرة الحبلا