فالأول العمر وهو الحياة ، وهو العمر أيضا . وقول العرب : لعمرك ، يحلف بعمره أي حياته . فأما قولهم : عمرك الله ، فمعناه أعمرك الله أن تفعل كذا ، أي أذكرك الله ، تحلفه بالله وتسأله طول عمره . ويقال : عمر الناس : طالت أعمارهم . وعمرهم الله - جل ثناؤه - تعميرا .
[ ص: 141 ] ومن الباب عمارة الأرض ، يقال عمر الناس الأرض عمارة ، وهم يعمرونها ، وهي عامرة معمورة . وقولهم : عامرة ، محمول على عمرت الأرض ، والمعمورة من عمرت . والاسم والمصدر العمران : واستعمر الله - تعالى - الناس في الأرض ليعمروها . والباب كله يؤول إلى هذا .
وأما الآخر فالعومرة : الصياح والجلبة . ويقال : اعتمر الرجل ، إذا أهل بعمرته ، وذلك رفعه صوته بالتلبية للعمرة . فأما قول : ابن أحمر
يهل بالفرقد ركبانها كما يهل الراكب المعتمر
فقال قوم : هو الذي ذكرناه من رفع الصوت عند الإهلال بالعمرة . وقال قوم : المعتمر : المعتم . وأي ذلك كان فهو من العلو والارتفاع على ما ذكرنا .
قال أهل اللغة : والعمار : كل شيء جعلته على رأسك ، من عمامة ، أو قلنسوة أو إكليل أو تاج ، أو غير ذلك ، كله عمار . قال الأعشى :
فلما أتانا بعيد الكرى سجدنا له ورفعنا عمارا
وقال قوم : العمار يكون من ريحان أيضا . قال : العمار : التحية . يقال عمرك الله ، أي حياك . ويجوز أن يكون هذا لرفع الصوت . وممكن أن يكون الحي العظيم يسمى عمارة لما يكون ذلك من جلبة وصياح . قال : ابن السكيت
[ ص: 142 ]
لكل أناس من معد عمارة عروض إليها يلجؤون وجانب
ومما شذ عن هذين الأصلين : العمر : ضرب من النخل . وكان فلان يستاك بعراجين العمر . وربما قالوا العمر .
ومن هذا أيضا العمر : ما بدا من اللثة ، وهي العمور . ومنه اشتق اسم عمرو .