فأما الأول فقال الخليل : أبرمت الأمر أحكمته . قال أبو زياد المبارم مغازل ضخام تبرم عليها المرأة غزلها ، وهي من السمر . ويقال : أبرمت الحبل : إذا فتلته متينا . والمبرم الغزل ، وهو ضد السحيل ، وذلك أن المبرم على طاقين مفتولين ، والسحيل على طاق واحد .
وأما الغرض فيقولون : برمت بالأمر عييت به ، وأبرمني أعياني . قال : ويقولون أرجو أن لا أبرم بالسؤال عن كذا ، أي : لا أعيا . قال :
فلا تعذليني قد برمت بحيلتي
قال الخليل : برمت بكذا ، أي : ضجرت به برما . وأنشد غيره :ما تأمرين بنفس قد برمت بها كأنما عروة العذري أعداها
مشعوفة بالتي تربان محضرها ثم الهدملة أنف البرد مبداها
فلما جئت قالت لي كلاما برمت فما وجدت له جوابا
[ ص: 232 ]
بعيني مهاة تحدر الدمع منهما بريمين شتى من دموع وإثمد
على عجل والصبح باد كأنه بأدعج من ليل التمام بريم
يأيها السدم الملوي رأسه ليقود من أهل الحجاز بريما
محضرة لا يجعل الستر دونها إذا المرضع العوجاء جال بريمها
أبو الخطاب : البرم أيضا حبوب العنب إذا زادت على الزمع ، أمثال رءوس الذر .
وشذ عن هذه الأصول البرام ، وهو القراد الكبير . يقول العرب : " هو ألزق من برام " . وكذلك البرمة ، وهي القدر .